209
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

الفصل الثامن : الدور المصيري في فتح خيبر

تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ ففيها هزم صلى الله عليه و آله يهود خيبر ، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة . فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي (200) كيلومتر ، تدعى خيبر ۱ .
وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقدا للنبيّ صلى الله عليه و آله والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الاُولى لاتّساع الرسالة ، ولم يدّخروا وسعا للكيد بهم ، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي . وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّا ومتآمرين يتحرّقون حنقا على الرسالة ونبيّها الكريم صلى الله عليه و آله ۲ .
وحين اطمأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله من قريش بعد صلح الحديبيّة ، توجّه نحو خيبر ؛ لفتح حصونها ، والقضاء على وكر التآمر ۳ . ووجود عشرة آلاف مقاتل ، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر ، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها ، وأضغان راسخة فى قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ صلى الله عليه و آله شكّل دلالة

1.معجم البلدان : ج۲ ص۴۰۹ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۰۶ .

2.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۶۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۸۴ ، المغازي : ج۲ ص۴۴۱ .

3.المغازي : ج۲ ص۶۳۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
208

رَجَعَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لِمَ رَجَعتَ ؟ ! فَقالَ : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا استَطَعتُ أن أمضِيَ رُعبا ! !
فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما ، فَأَرسَلَهُ بِالرَّوايا ، وخَرَجَ السُّقاةُ وهُم لا يَشُكّونَ في رُجوعِهِ لِما رَأَوا مِن رُجوعِ مَن تَقَدَّمَهُ ، فَخَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالرَّوايا ، حَتّى وَرَدَ الحِرارَ ۱ فَاستَقى ، ثُمَّ أقبَلَ بِها إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ولَها زَجَلٌ ۲ ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، ودَعا لَهُ بِخَيرٍ ۳ .

۱۹۵.صحيح البخاري عن البراء بن عازب :لَمّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أهلَ الحُدَيبِيَّةِ ، كَتَبَ عَلِيٌّ بَينَهُم كِتابا ، فَكَتَبَ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، فَقالَ المُشرِكونَ : لا تَكتُب «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ» ؛ لَو كُنتَ رَسولاً لَم نُقاتِلكَ ! ! فَقالَ لِعَليٍّ : اُمحُهُ . فَقالَ عَلِيٌّ : ما أنَا بِالَّذي أمحاهُ ، فَمَحاهُ رَسولُاللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ ۴ .

۱۹۶.الإمام عليّ عليه السلام :إنّي كُنتُ كاتِبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ الحُدَيبِيَّةِ ، فَكَتَبتُ : هذا ما صالَحَ عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ وسُهَيلُ بنُ عَمرٍو . فَقالَ سُهَيلٌ : لَو عَلِمنا أنَّهُ رَسولُ اللّهِ ما قاتَلناهُ ! اُمحُها . قُلتُ : هُوَ وَاللّهِ رَسولُ اللّهِ وإن رَغِمَ أنفُكَ ، لا وَاللّهِ لا أمحوها ! فَقالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أرِنيهِ ، فَأَرَيتُهُ ، فَمحاها ۵ .

راجع : ج5 ص222 (امتحن اللّه قلبه للإيمان) .
و ج3 ص522 (وثيقة التحكيم) .

1.حِرار : جمع حَرّة ـ وهي كثيرة في بلاد العرب ؛ كحرّة أوطاس وحرّة تبوك ـ وهي أرض ذات حجارة سود نخرة كأنّها اُحرقت بالنار (تقويم البلدان : ج۲ ص۲۳۴ و ۲۴۵) .

2.الزَّجَل : الصوت (المحيط في اللغة : ج۷ ص۲۳) .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۲۱ وراجع الإصابة : ج۵ ص۲۶۹ ح۶۹۷۲ .

4.صحيح البخاري : ج۲ ص۹۶۰ ح۲۵۵۱ ، صحيح مسلم : ج۳ ص۱۴۰۹ ح۹۰ ، مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۲۰ ح۱۸۵۹۱ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۴ ح۱۹۱ ، السنن الكبرى : ج۵ ص۱۱۱ ح۹۱۸۹ نحوه وراجع صحيح البخاري : ج۳ ص۱۱۶۳ ح۳۰۱۳ وسنن الدارمي : ج۲ ص۶۸۷ ح۲۴۱۲ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۶ ح۱۹۲ .

5.خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص۳۳۳ ح۱۹۰ عن علقمة بن قيس .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 156951
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي