111
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۱۰۶۹.الإرشاد عن أبي صادِق :لَمّا جَعَلَها عُمَرُ شورى في سِتَّةٍ ، وقالَ : إن بايَعَ اثنانِ لِواحِدٍ ، وَاثنانِ لِواحِدٍ ، فَكونوا مَعَ الثَّلاثَةِ الَّذينَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ ، وَاقتُلُوا الثَّلاثَةَ الَّذينَ لَيسَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ ؛ خَرَجَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مِنَ الدّارِ وهُو مُعتَمِدٌ عَلى يَدِ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ فَقالَ لَهُ : يَابنَ عَبّاسٍ ! إنَّ القَومَ قَد عادَوكُم بَعدَ نَبِيِّكُم كَمُعاداتِهِم لِنَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله في حَياتِهِ ، أمَ وَاللّهِ ، لا يُنيبُ بِهِم إلَى الحَقِّ إلّا السَّيفُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : وكَيفَ ذاكَ ؟
قالَ : أما سَمِعتَ قولَ عُمَرَ : إن بايَعَ اثنانِ لِواحِدٍ ، وَاثنانِ لِواحدٍ ، فَكونوا مَعَ الثَّلاثَةِ الَّذينَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ ، وَاقتُلُوا الثَّلاثَةَ الَّذينَ لَيسَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ ؟
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : بَلى .
قالَ : أ فَلا تَعلَمُ أنَّ عَبدَ الرَّحمنِ ابنُ عَمِّ سَعدٍ ، وأنَّ عُثمانَ صِهرُ عَبدِ الرَّحمنِ ؟
قالَ : بَلى .
قالَ : فَإِنَّ عُمَرَ قَد عَلِمَ أنَّ سَعدا وعَبدَ الرَّحمنِ وعُثمانَ لا يَختَلِفونَ فِي الرَّأيِ ، وأنَّهُ مَن بويِعَ مِنهُم كانَ الاِثنانِ مَعَهُ ، فَأَمَرَ بِقَتلِ مَن خالَفَهُم ، ولَم يُبالِ أن يَقتُلَ طَلحَةَ إذا قَتَلَني وقَتَلَ الزُّبَيرَ . أمَ وَاللّهِ ، لَئِن عاشَ عُمَرُ لَاُعَرِّفَنّهُ سوءَ رَأيِهِ فينا قَديما وحَديثا ، ولَئِن ماتَ لَيَجمَعَنّي وإيّاهُ يَومٌ يَكونُ فيهِ فَصلُ الخِطابِ ۱ .

۱۰۷۰.شرح نهج البلاغة عن القطب الراوندي :إنَّ عُمَرَ لَمّا قالَ : كونوا مَعَ الثَّلاثَةِ الَّتي عَبدُ الرَّحمنِ فيها ، قالَ ابنُ عَبّاسٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام : ذَهَبَ الأَمرُ مِنّا ، الرَّجُلُ يُريدُ أن يَكونَ الأَمرُ في عُثمانَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : وأنَا أعلَمُ ذلِكَ ، ولكِنّي أدخُلُ مَعَهُم فِي الشّورى ؛ لِأَنَّ عُمَرَ قَد

1.الإرشاد : ج۱ ص۲۸۵ و۲۸۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
110

عُثمانُ وكَلَّمَهُ فَلَم يُكَلِّمهُ حَتّى ماتَ ۱ .

۱۰۶۷.تاريخ اليعقوبي :إنَّ عُثمانَ اعتَلَّ عِلَّةً اِشتَدَّتَ بِهِ ، فَدَعا حُمرانَ بنَ أبانٍ ، وكَتَبَ عَهدا لِمَن بَعدَهُ ، وتَرَكَ مَوضِعَ الِاسمِ ، ثُمَّ كَتَبَ بِيَدِهِ : عَبد الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ ، ورَبَطَهُ وبَعثَ بِهِ إلى اُمِّ حَبيبَةَ بِنتِ أبي سُفيانَ ، فَقَرأَهُ حُمرانُ فِي الطَّريقِ ، فَأَتى عَبدَ الرَّحمنِ فَأَخبَرَهُ .
فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ ، وغَضِبَ غَضَبا شَديدا : أستَعمِلُهُ عَلانِيَةً ، ويَستَعمِلُني سِرّا .
ونَمَى الخَبَرُ وَانتَشَرَ بِذلِكَ فِي المَدينَةِ ، وغَضِبَ بَنو اُمَيَّةَ ، فَدَعا عُثمانُ بِحُمرانَ مَولاهُ ، فَضَرَبَهُ مِئَةَ سَوطٍ ، وسَيَّرَهُ إلَى البَصرَةِ ، فَكانَ سَبَبَ العَداوَةِ بَينَهُ وبَينَ عَبدِ الرَّحمنِ بن عَوفٍ ۲ .

3 / 4

مَعلومِيَّةُ نَتيجَةِ الشّورى قَبلَ المَشورَةِ

۱۰۶۸.تاريخ الطبري :قالَ عَلِيٌّ لِقَومٍ كانوا مَعَهُ مِن بَني هاشِمٍ : إن اُطيَع فيكُم قَومُكُم لَم تُؤَمَّروا أبَدا . وتَلَقّاهُ العَبّاسُ فَقالَ : عُدِلَت عَنّا ! فَقالَ : وما عِلمُكَ ؟ قالَ : قُرِنَ بي عُثمانُ ، وقالَ : كونوا مَعَ الأَكثَرِ ، فَإِن رَضِيَ رَجُلان رَجُلاً ، ورَجُلانِ رَجُلاً ، فكونوا مَعَ الَّذينَ فيهِم عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ ، فَسَعدٌ لا يُخالِفُ ابنَ عَمِّهِ عَبدَ الرَّحمنِ ، وعَبدُ الرَّحمنِ صِهرُ عُثمانَ ؛ لا يَختَلِفونَ ، فَيُوَلّيها عَبدُ الرَّحمنِ عُثمانَ أو يُوَلّيها عُثمانُ عَبدَ الرَّحمنِ ، فَلَو كانَ الآخَرانِ مَعي لَم يَنفَعاني ۳ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۱۹۶ ، الأوائل لأبي هلال : ص۱۲۹ عن أبي يعقوب السروي .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۹ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۲۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۲۱ ، تاريخ المدينة : ج۳ ص۹۲۵ ، العقد الفريد : ج۳ ص۲۸۵ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167410
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي