فَلَم يَبرَحِ المَدينَةَ حَتّى تُوُفِّيَ قَبلَ مَقتَلِ عُثمانَ بِسَنَتَينِ ، وكانَ مُقيما بِالمَدينَةِ ثَلاثَ سِنينَ . وقالَ قومٌ : إنَّهُ كانَ نازِلاً عَلى سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ .
ولَمّا مَرِضَ ابنُ مَسعودٍ مَرَضَهُ الَّذي ماتَ فيهِ أتاهُ عُثمانُ عائِدا فَقالَ : ما تَشتَكي ؟ قالَ : ذُنوبي .
قالَ : فَما تَشتَهي ؟ قالَ : رَحمَةَ رَبّي .
قالَ : أ لا أدعو لَكَ طَبيبا ؟ قالَ : الطَّبيبُ أمرَضَني .
قالَ : أ فَلا آمُرُ لَكَ بِعَطائِكَ ؟ قالَ : مَنَعتَنيهِ وأنَا مُحتاجٌ إلَيهِ ، وتُعطينيهِ وأنَا مُستَغنٍ عَنهُ ؟
قالَ : يَكونُ لِوُلدِكَ ، قالَ : رِزقُهُم عَلَى اللّهِ .
قالَ : اِستَغِفر لي يا أبا عَبدِ الرَّحمنِ . قالَ : أسأَلُ اللّهَ أن يَأخُذَ لي مِنكَ بِحَقّي .
وأوصى أن لا يُصَلِّيَ عَلَيهِ عُثمانُ ، فَدُفِنَ بِالبَقيعِ وعُثمانُ لا يَعلَمُ ، فَلَمّا عَلِمَ غَضِبَ وقالَ : سَبَقتُموني بِهِ ؟ ! فَقالَ لَهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ : إنَّهُ أوصى أن لا تُصَلِّيَ عَلَيهِ ؛ وقالَ الزُّبَيرُ :
لَأَعرَفِنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وفي حَياتيَ ما زَوَّدتَني زادي۱
4 / 7 ـ 4
تَسييرُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ حَنبَلٍ
۱۱۶۸.تاريخ اليعقوبي :سَيَّرَ [عُثمانُ ]عَبدَ الرَّحمنِ بنِ حَنبَلٍ ۲ صاحِبَ رَسولِ اللّهِ إلَى
1.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۴۶ وراجع شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۴۲ والشافي : ج ۴ ص ۲۷۹ .
2.هو من البدريّين ، وكان من مبغضي عثمان . حبسه عثمان ، وبعد استخلاصه بتوصية الإمام عليّ عليه السلام ، سيّره إلى خيبر .
قال في رجزه في حرب صفّين :
إن تقتلوني فأنا ابن حنبلْ
أنا الَّذي قد قلت : فيكم نعثلْ
وقتل في تلك الحرب ، وقد نصح الإمامَ عليّا عليه السلام وهو في آخر رمق فقال له : قاتِل عن المعركة حتّى تجعلها خلف ظهرك (راجع : قاموس الرجال : ج ۶ ص ۱۰۵ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶ ، رجال الطوسي : ص ۷۳ الرقم ۶۸۶) .