۱۲۱۱.الإمامة والسياسة :خَرَجَ عُثمانُ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ نَصيحَتي كَذَّبَتني ، ونَفسي مَنَّتني ، وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ يَقولُ : لا تَتَمادَوا فِي الباطِلِ ؛ فَإِنَّ الباطِلَ يَزدادُ مِنَ اللّهِ بُعدا ، مَن أساءَ فَليَتُب ، ومَن أخطَأَ فَليَتُب ، وأنَا أوَّلُ مَنِ اتَّعَظَ ، وَاللّهِ لَئِن رَدَّنِي الحَقُّ عَبدا لَأَنتَسَبَنَّ نَسَبَ العَبيدِ ، ولَأَكونَنَّ كَالمَرقوقِ الَّذي إن مُلِكَ صَبَرَ ، وإن اُعتِقَ شَكَرَ ، ثُمَّ نَزَلَ ، فَدَخَلَ عَلى زَوجَتِهِ نائِلَةَ بِنتِ الفَرافِصَةِ ، ودَخَلَ مَعَهُ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أتَكَلَّمُ أو أسكُتُ ؟ فَقالَت لَهُ نائِلَةُ : بَلِ اسكُت ! فَوَاللّهِ لَئِن تَكَلَّمتَ لَتغرّنَّهُ ولَتوبقَنَّهُ . فَالتَفَتَ إلَيها عُثمانُ مُغضَبا ، فَقالَ : اُسكُتي ، تَكَلَّم يا مَروانُ . فَقالَ مَروانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! وَاللّهِ لَو قُلتَ الَّذي قُلتَ وأنتَ في عِزٍّ ومنعة لَتابَعتُكَ ، ولكِنَّكَ قُلتَ الَّذي قُلتَ وقَد بَلَغَ السُّيلُ الزُّبى ، وجاوَزَ الحزامُ الطُّبيَينِ ، فَانقُضِ التَّوبَةَ ولا تُقِرَّ بِالخَطيئَةِ ۱ .
5 / 10
نَقضُ التَّوبَةِ وَالمُعاهَدَةِ
۱۲۱۲.تاريخ الطبري عن عليّ بن عمر عن أبيهـ في ذِكرِ عُثمانَ بَعدَ أن خَطَبَ الخُطبَةَ الَّتي أعلَنَ فيها تَوبَتَهُ ـ: فَلَمّا نَزَلَ عُثمانُ وَجَدَ في مَنزِلِهِ مَروانَ وسَعيدا ونَفَرا مِن بَني اُمَيَّةَ ، ولَم يَكونوا شَهِدُوا الخُطبَةَ ، فَلَمّا جَلَسَ قالَ مَروانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ أتَكَلَّمُ أم أصمُتُ ؟ فَقالَت نائِلَةُ بِنتُ الفَرافِصَةِ ـ اِمرَأَةُ عُثمانَ الكَلبِيَّةُ ـ : لا بَلِ اصمُت ؛ فَإِنَّهُم وَاللّهِ قاتِلوهُ ومُؤَثِّموهُ ، إنَّهُ قَد قالَ مَقالَةً لا يَنبَغي لَهُ أن يَنزعَ عَنها . . . .
فَأَعرَضَ عَنها مَروانُ ثُمَّ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ أ تَكَلَّمُ أم أصمُتُ ؟ قالَ : بَل تَكَلَّم .