271
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

والاتّجاهات الفكريّة ؟ ! وكيف تسنّى له الكلام ضدّ الخليفة بدون أن يقف بوجهه أحد ؟ ! ولماذا لم تذكر المصادر التاريخيّة شيئا عن مواقفه مع أهالي أيّ من تلك البلدان ، ولا عن مواقف أهالي تلك البلدان معه ؟ !
3 ـ هل يمكن التصديق بأنّ بعض الصحابة الكبار من أمثال أبي ذرّ الَّذي وصفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأنّه أصدق النّاس لهجة ، وعمّار الَّذي وصفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأنّه مع الحقّ ؛ يقعون تحت تأثير كلامه ؟ وكيف يمكن لمثل هؤلاء الرجال الَّذين لم يزعزعهم كلام الخليفة الأوّل ولا الخليفة الثاني ولا الخليفة الثالث عن مواقفهم ، أن يزعزعهم كلام رجل أسلم حديثا إضافةً إلى كونه مجهول النسب ؟ !
كان أبو ذرّ يحتجّ على عثمان لأخذه برأي كعب الأحبار اليهودي ، فكيف يأخذ هو برأي عبد اللّه بن سبأ ولا تعيب عليه الحكومة وغيرها ذلك ؟ !
ونضيف إلى ذلك بأنّ العلماء والمفكّرين من الإخوة السُنّة الَّذين يبجّلون صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كيف يبيحون لأنفسهم أن يُظهروهم ـ عند تحليلهم لواقع الأحداث ـ بهذه الدرجة من السذاجة الفكريّة بحيث يشهرون سيوفهم على خليفتهم ، ويثيرون تلك الفتنة الكبرى تحت تأثير كلام رجل يهودي ؟ !
4 ـ ذكروا أنّه كان له في معركة الجمل دور بارز ، فلماذا لا يوجد عنه أيّ خبر بعد انتهاء المعركة ؟ ! والشخص الَّذي يستطيع أن يفعل ما فعل بالخليفة ، لماذا لا يفعل شيئا في ذروة عزّه واقتداره ؟ ! ولماذا لم يذكر التاريخ حتّى اسمه ؟ !
5 ـ لماذا لم يتحقّق معاوية الَّذي كان يعتبر نفسه وليّا لدم عثمان ، ويرى حتّى الصحابة الَّذين كانوا في المدينة ولم ينهضوا لنجدة عثمان مستحقّين للقتل ۱ ، لماذا لم يتحقّق في المسبّب الأصلي لتلك الواقعة ؟ ! ولماذا لم تذكر المصادر التاريخيّة ولا

1.وقعة صفّين : ص۱۹۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
270

في حَديثٍ : وَضَعَهُ السّري .
فَهُوَ مُشتَرَكٌ بَينَ كَذّابَينِ لا يَهُمُّنا تَعيينُ أحَدِهِما . . . ولا يَحسَبُ القارِئُ أنَّهُ السّري ابنُ يَحيَى الثِّقَةِ لِقِدَمِ زَمانِهِ ، وقَد تُوفّي سَنَة 167 قَبلَ وِلادَةِ الطَّبَري ـ الرّاوي عَنهُ المَولود سنة 224 ـ بِسَبعٍ وخَمسينَ سَنَة .
وفي الإسناد شعيب بن إبراهيم الكوفي المجهول ، قال ابن عديّ : لَيسَ بِالمَعروفِ . وقالَ الذَّهَبي ۱ : راوِيَةٌ كَتَبَ سَيفٌ عَنهُ ، فيهِ جَهالَةٌ» ۲ .

مضمون الرواية

يمكن الطعن بصحّة هذه الرواية من خلال أدنى تأمّل في مضمونها وصياغتها . والنقاط الَّتي تتبادر إلى الذهن لأوّل وهلة عند النظر إليها :
1 ـ كيف يمكن التصديق بأنّ رجلاً يمنيّا أسلم حديثا أن يستجمع لنفسه كلّ هذه القوّة في مدّة لا تزيد عن العشر سنوات ، ويدبّر هذه الثورة الكبرى ضدّ خليفة المسلمين ؟ !
2 ـ المذكور هو أنّ الفترة الممتدّة من اعتناق هذا الرجل للإسلام إلى أيّام الثورة على عثمان لا تربو على عشر سنوات قضاها ـ وفقا لروايات الطبري ـ يجوب البلاد الإسلاميّة بمدنها وقراها . فما هي المقدرة الكلاميّة الَّتي كان يجيدها هذا الرجل بحيث استطاع خلال هذه المدّة القصيرة ـ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنّه جاب كلّ هذه البلدان في مدّة عشر سنوات ـ إثارة أهالي بلادٍ كمصر والحجاز والبصرة والكوفة مع ما يوجد بين هذه البلاد من اختلافات في الثقافات

1.ميزان الاعتدال : ج۲ ص۲۷۵ الرقم ۳۷۰۴ ، لسان الميزان : ج۳ ص۱۴۵ الرقم ۵۱۷ .

2.الغدير : ج۸ ص۱۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167252
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي