في حَديثٍ : وَضَعَهُ السّري .
فَهُوَ مُشتَرَكٌ بَينَ كَذّابَينِ لا يَهُمُّنا تَعيينُ أحَدِهِما . . . ولا يَحسَبُ القارِئُ أنَّهُ السّري ابنُ يَحيَى الثِّقَةِ لِقِدَمِ زَمانِهِ ، وقَد تُوفّي سَنَة 167 قَبلَ وِلادَةِ الطَّبَري ـ الرّاوي عَنهُ المَولود سنة 224 ـ بِسَبعٍ وخَمسينَ سَنَة .
وفي الإسناد شعيب بن إبراهيم الكوفي المجهول ، قال ابن عديّ : لَيسَ بِالمَعروفِ . وقالَ الذَّهَبي ۱ : راوِيَةٌ كَتَبَ سَيفٌ عَنهُ ، فيهِ جَهالَةٌ» ۲ .
مضمون الرواية
يمكن الطعن بصحّة هذه الرواية من خلال أدنى تأمّل في مضمونها وصياغتها . والنقاط الَّتي تتبادر إلى الذهن لأوّل وهلة عند النظر إليها :
1 ـ كيف يمكن التصديق بأنّ رجلاً يمنيّا أسلم حديثا أن يستجمع لنفسه كلّ هذه القوّة في مدّة لا تزيد عن العشر سنوات ، ويدبّر هذه الثورة الكبرى ضدّ خليفة المسلمين ؟ !
2 ـ المذكور هو أنّ الفترة الممتدّة من اعتناق هذا الرجل للإسلام إلى أيّام الثورة على عثمان لا تربو على عشر سنوات قضاها ـ وفقا لروايات الطبري ـ يجوب البلاد الإسلاميّة بمدنها وقراها . فما هي المقدرة الكلاميّة الَّتي كان يجيدها هذا الرجل بحيث استطاع خلال هذه المدّة القصيرة ـ إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنّه جاب كلّ هذه البلدان في مدّة عشر سنوات ـ إثارة أهالي بلادٍ كمصر والحجاز والبصرة والكوفة مع ما يوجد بين هذه البلاد من اختلافات في الثقافات