295
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

ومن ثَمّ تنتفي في حياتهم دوافع الاتّجاه صوب الفساد والخيانة .

7 ـ الاهتمام الخاصّ بالقوّات المسلّحة

من بين العاملين في نطاق أجهزة النظام الإسلامي يركِّز الإمام على القوّات المسلّحة ؛ إذ ينبغي أن يحظى هؤلاء باهتمام خاصّ ، كما أنّ على الوالي أن يتعامل معهم معاملة الوالدين مع أبنائهما .

8 ـ تأسيس جهاز الرقابة على العاملين

نهى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بشدّة عن ممارسة التجسّس والتدخّل بالاُمور الشخصيّة للمجتمع أثناء عهده السياسي ۱ ، بيدَ أنّه مع ذلك كان يرى من الضروري فرض رقابة على العاملين في النظام الإسلامي ، وممارسة ذلك عبر جهاز رقابي خاص ، ومن خلال موظّفين سريّين (عيون) ، لئلّا يتوانى هؤلاء في أداء وظائفهم ، أو يتعدّوا على حقوق النّاس بالاتّكاء إلى ما لديهم من سلطة .
إنّ عهود الإمام واللوائح الَّتي أصدرها بهذا الشأن ، وما بعث به من رسائل للولاة المتخلّفين مثل الأشعث بن قيس ، وزياد بن أبيه ، وقدامة بن عجلان ، ومصقلة بن هبيرة ، والمنذر بن الجارود ، كلّها تحكي تأسيس الإمام لجهاز رقابي مقتدر كان ينهض بمهمّة مراقبة العاملين معه خلال عهده السياسي .
لقد بلغ المخبرون السرّيّون والعاملون في جهاز الرقابة الخاصّ في حكومة الإمام ، حدّاً من العدالة والوثاقة ، بحيث تحوّلت تقاريرهم وما يُدلون به من معلومات إلى قاعدة تستند إليها سياسة التحفيز الإداري للعاملين ، حيث يشجَّع المحسنون ، ويعزَل الخونة والفاسدون بعد إثبات جرمهم مباشرة ، وينزل بهم من العقوبة ما يكون عبرة للآخرين ، وعِظة لمن اتّعظ .

1.راجع نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
294

4 ـ الانضباط الإداري

كان الإمام عليه السلام ميّالاً بحزم إلى خاصّية النظم والانضباط في الشؤون الفرديّة والاجتماعيّة ، بالأخص الاُمور ذات الصلة بالحكم ؛ ففي فلسفة الإمام كانت واحدة من حِكَم القرآن إيجاد النَّظم في المجتمع ، حيث يقول في وصفه : «ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم» .
كان الإمام يحثّ العاملين معه على الدوام أن لا يغفلوا عن خاصّية الانضباط الإداري في ممارسة العمل ، وأن يبذلوا جهدهم لإنجاز كلّ واجب في وقته المحدّد .
لقد بلغ من اهتمام الإمام وفائق عنايته بالنظم ، أنه راح يوصي بذلك أولاده حَتّى وهو على فراش الشهادة .

5 ـ انتخاب الأكفّاء

في رؤية الإمام ينبغي انتخاب العاملين في النظام الإسلامي على أساس الجدارة لا على أساس المحسوبيّة والمنسوبيّة . وفي هذا السياق ينبغي أن تُراعى في عمليّة الاختيار ما يحظى به هؤلاء من تأهيل أخلاقي ، وأصالة عائليّة ، وما يتحلّون به من كفاءة وتخصّص . كما لا يجوز للمدراء في النظام الإسلامي أن يوزّعوا المناصب على أساس الصلات العائليّة والعلاقات السياسيّة . ولا يحقّ أن يلي أمور النّاس المحروم من الأصالة العائليّة ، ولا أن تناط المسؤوليّة بسيّئ الأخلاق ، أو أن يُعهد بشؤون المجتمع لمن يفتقر إلى الكفاءة والتخصّص ويفتقد للحيويّة اللازمة .

6 ـ تأمين الاحتياجات الاقتصاديّة للعاملين

يعتقد الإمام أنّ من لوازم الحؤول دون الفساد الإداري ، أن يتمتّع العاملون في النطاق الحكومي والوظائف العامة بحدٍّ كافٍ من الحقوق الماليّة تؤمن لهم الحياة الكريمة ، لكي تتوافر الأرضيّة المناسبة لإصلاح هؤلاء ، ولا يطمعوا بالمال العامّ ،

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167264
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي