4 ـ الانضباط الإداري
كان الإمام عليه السلام ميّالاً بحزم إلى خاصّية النظم والانضباط في الشؤون الفرديّة والاجتماعيّة ، بالأخص الاُمور ذات الصلة بالحكم ؛ ففي فلسفة الإمام كانت واحدة من حِكَم القرآن إيجاد النَّظم في المجتمع ، حيث يقول في وصفه : «ألا إنّ فيه علم ما يأتي ، والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم» .
كان الإمام يحثّ العاملين معه على الدوام أن لا يغفلوا عن خاصّية الانضباط الإداري في ممارسة العمل ، وأن يبذلوا جهدهم لإنجاز كلّ واجب في وقته المحدّد .
لقد بلغ من اهتمام الإمام وفائق عنايته بالنظم ، أنه راح يوصي بذلك أولاده حَتّى وهو على فراش الشهادة .
5 ـ انتخاب الأكفّاء
في رؤية الإمام ينبغي انتخاب العاملين في النظام الإسلامي على أساس الجدارة لا على أساس المحسوبيّة والمنسوبيّة . وفي هذا السياق ينبغي أن تُراعى في عمليّة الاختيار ما يحظى به هؤلاء من تأهيل أخلاقي ، وأصالة عائليّة ، وما يتحلّون به من كفاءة وتخصّص . كما لا يجوز للمدراء في النظام الإسلامي أن يوزّعوا المناصب على أساس الصلات العائليّة والعلاقات السياسيّة . ولا يحقّ أن يلي أمور النّاس المحروم من الأصالة العائليّة ، ولا أن تناط المسؤوليّة بسيّئ الأخلاق ، أو أن يُعهد بشؤون المجتمع لمن يفتقر إلى الكفاءة والتخصّص ويفتقد للحيويّة اللازمة .
6 ـ تأمين الاحتياجات الاقتصاديّة للعاملين
يعتقد الإمام أنّ من لوازم الحؤول دون الفساد الإداري ، أن يتمتّع العاملون في النطاق الحكومي والوظائف العامة بحدٍّ كافٍ من الحقوق الماليّة تؤمن لهم الحياة الكريمة ، لكي تتوافر الأرضيّة المناسبة لإصلاح هؤلاء ، ولا يطمعوا بالمال العامّ ،