فَأَعطاهُمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ سُنّةَ المُسلِمينَ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ ، حَتّى إذا لَم يَبقَ حَجَّةٌ ولا عُذرٌ استَبسَلَ قَتَلَةُ أميرِ المُؤمِنينَ ، فَخَرَجوا إلى مَضاجِعِهِم ، فَلَم يَفلِت مِنهُم مُخبِرٌ إلّا حُرقوصَ بنَ زُهَيرٍ ، وَاللّهُ سُبحانَهُ مُقيدُهُ إن شاءَ اللّهُ . وكانوا كَما وَصَفَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ . وإنّا نُناشِدُكُمُ اللّهَ في أنفُسِكُم إلّا نَهَضتُم بِمِثلِ ما نَهَضنا بِهِ ، فَنَلقَى اللّهَ عَزَّ وجَلَّ وتَلقَونَهُ ، وقَد أعذَرنا وقَضَينَا الَّذي عَلَينا . . .
وكَتَبوا إلى أهلِ الكوفَةِ بِمِثلِهِ . . . وكَتَبوا إلى أهلِ اليَمامَةِ . . . وكَتَبوا إلى أهلِ المَدينَةِ ۱ .
6 / 10
كِتابُ عائِشَةَ إلى حَفصَةَ
۲۱۷۸.شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف :لَمّا نَزَلَ عَلِيٌّ عليه السلام ذا قارٍ ، كَتَبَت عائِشَةُ إلى حَفصَةَ بِنتِ عُمَرَ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّي اُخبِرُكِ أنَّ عَلِيّاً قَد نَزَلَ ذا قارٍ ، وأقامَ بِها مَرعوبا خائِفا لِما بَلَغَهُ مِن عُدَّتِنا وجَماعَتِنا ، فَهُو بِمَنزِلَةِ الأَشقَرِ ؛ إن تَقَدَّمَ عُقِرَ ، وإن تَأَخَّرَ نُحِرَ .
فَدَعَت حَفصَةُ جَوارِيَ لَها يَتَغَنَّينَ ويَضرِبنَ بِالدُّفوفِ ، فَأَمَرَتهُنَّ أن يَقُلنَ في غِنائِهِنَّ :
مَا الخَبَرُ مَا الخَبَرُ ؟! عَلِيٌّ فِي السَّفَرِ ، كَالفَرَسِ الأَشقَرِ ، إن تَقَدَّمَ عُقِرَ ، وإن تَأَخَّرَ نُحِرَ .
وجَعَلَت بَناتُ الطُّلَقاءِ يَدخُلنَ عَلى حَفصَةَ ، ويَجتَمِعنَ لِسَماع ذلِكَ الغِناءِ .