195
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

فَقالَ الزُّبَيرُ : أبلِغهُ السَّلامَ وقُل لَهُ : بَينَنا وبَينَكَ عَهدُ خَليفَةٍ ، ودَمُ خَليفَةٍ ، واجتِماعُ ثَلاثَةٍ وَانفِرادُ واحِدٍ ، واُمٌّ مَبرورَةٌ ، ومُشاوَرَةُ العَشيرَةِ ، ونَشرُ المَصاحِفِ ، فَنُحِلُّ ما أحَلَّت ، ونُحَرِّمُ ما حَرَّمَت ۱ .

8 / 3

الاحتجاجاتُ عَلى عائِشَةَ

۲۱۹۵.الفتوح :فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ دَعا عَلِيٌّ رضى الله عنهزَيدَ ۲ بنَ صوحانَ وعَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ ، فَقالَ لَهُما : اِمضِيا إلى عائِشَةَ فَقولا لَها : أ لَم يَأمُركِ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى أن تَقَرّي في بَيتِكِ ؟ فَخُدِعتِ وَانخَدَعتِ ، وَاستُنفِرتِ فَنَفَرتِ ، فَاتَّقِي اللّهَ الَّذي إلَيهِ مَرجِعُكِ ومَعادُكِ ، وتوبي إلَيهِ فَإِنَّهُ يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ ، ولا يَحمِلَنَّكِ قَرابَةُ طَلحَةَ وحُبُّ عَبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيرِ عَلَى الأَعمالِ الَّتي تَسعى بِكِ إلَى النّارِ .
قالَ : فَانطَلَقا إلَيها وبَلَّغاها رِسالَةَ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَقالَت عائِشَةُ : ما أنَا بِرادَّةٍ عَلَيكُم شَيئا فَإِنّي أعلَمُ أنّي لا طَاقَةَ لي بِحُجَجِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؛ فَرَجَعا إلَيهِ وأخبَراهُ بِالخَبَرِ ۳ .

۲۱۹۶.تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد :أقبَلَ جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعدِيُّ ، فَقالَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ! وَاللّهِ ، لَقَتلُ عُثمانَ بنِ عَفّانَ أهوَنُ مِن خُروجِكِ مِن بَيتِكِ عَلى هَذا الجَمَلِ المَلعونِ عُرضَةً لِلسِّلاحِ ! إنَّهُ قَد كانَ لَكِ مِنَ اللّهِ سِترٌ وحُرمَةٌ ، فَهَتَكتِ سِترَكِ وأبَحتِ حُرمَتَكِ ،

1.البيان والتبيين : ج۳ ص۲۲۱ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۹۵ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۱۴ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۳۱ . قال السيّد الشريف : وهو عليه السلام أوّل من سمعت منه هذه الكلمة : أعني «فما عدا ممّا بدا» (نهج البلاغة : ذيل الخطبة ۳۱) .

2.في المصدر : «يزيد» ، والصحيح ما أثبتناه .

3.الفتوح : ج۲ ص۴۶۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
194

المَدينَةِ ، ثُمَّ يُلزَمُ كُلُّ امرِى ءٍ بِقَدرِ مَا احتَمَلَ . فَارجِعا أيُّهَا الشَّيخانِ عَن رَأيِكُما ، فَإِنَّ الآنَ أعظَمَ أمرِكُمَا العارُ ، مِن قَبلِ أن يَتَجَمَّعَ العارُ وَالنّارُ ، وَالسَّلامُ ۱ .

۲۱۹۳.عنه عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى عائِشَةَ قَبلَ الحَربِ ـ: أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكِ خَرَجتِ غاضِبَةً للّهِِ ولِرَسولِهِ ، تَطلُبينَ أمرا كانَ عَنكِ مَوضوعا ، ما بالُ النِّساءِ وَالحَربَ وَالإِصلاحَ بَينَ النّاسِ ؟! تُطالِبينَ بِدَمِ عُثمانَ ، ولَعَمري لَمَن عَرَّضَكِ لِلبَلاءِ ، وحَمَلَكِ عَلَى المَعصِيَةِ ، أعظَمُ إلَيكِ ذَنبا مِن قَتلَةِ عُثمانَ ! وما غَضِبتِ حَتّى أغضَبتِ ، وما هِجتِ حَتّى هَيَّجتِ ، فَاتَّقِي اللّهَ وَارجِعي إلى بَيتِكِ ۲ .

8 / 2

إشخاصُ ابنِ عَبّاسٍ إلَى الزُّبَيرِ

۲۱۹۴.البيان والتبيين عن عبد اللّه بن مصعب :أرسَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رحمه اللهعَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ لَمّا قَدِمَ البَصرَةَ فَقالَ لَهُ :
اِيتِ الزُّبَيرَ ولا تَأتِ طَلحَةَ؛ فَإِنَّ الزُّبَيرَ أليَنُ ، وإنَّكَ تَجِدُ طَلحَةَ كَالثَّورِ عاقِصا ۳ قَرنَهُ ، يَركَبُ الصُّعوبَةَ ويَقولُ : هِيَ أسهَلُ ! فَأقرِئهُ السَّلامَ ، وقُل لَهُ : يَقولُ لَكَ ابنُ خالِكَ : عَرَفتَني بِالحِجازِ وأنكَرتَني بِالعِراقِ ، فَما عَدا مِمّا بَدا لَكَ ؟
قالَ : فَأَتَيتُ الزُّبَيرَ ، فَقالَ : مَرحَبا يَابنَ لُبابَةَ ، أزائِرا جِئتَ أم سَفيرا ؟ قُلتُ : كُلَّ ذلِكَ . وأبلَغتُهُ ما قالَ عَلِيٌّ .

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۴ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۲۳۹ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۰ ، الفتوح : ج۲ ص۴۶۵ كلّها نحوه .

2.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۰ ، الفتوح : ج۲ ص۴۶۵ ، المناقب للخوارزمي : ص۱۸۴ ح۲۲۳ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۲۳۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۵۲ كلّها نحوه .

3.العَقِصُ : الألوى الصعْبُ الأخلاقِ ، تشبيها بالقرن المُلتوي (النهاية : ج۳ ص۲۷۶) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149127
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي