293
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

فِى الْقُرْءَانِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَا طُغْيَـنًا كَبِيرًا» 1 ولَا اختِلافَ بَينَ أحَدٍ أنَّهُ أرادَ بِها بَني اُمَيَّةَ .
و مِنهُ قَولُ الرَّسولِ عليه السلام وقَد رَآهُ مُقبِلاً عَلى حِمارٍ ومُعاوِيَةُ يقَودُ بِهِ ويَزيدُ ابنُهُ يَسوقُ بِهِ : « لَعَنَ اللّهُ القائِدَ وَالرّاكِبَ وَالسّائِقَ » . . . .
و مِنهُ ما أنزَلَ اللّهُ عَلى نَبِيِّهِ في سورَةِ القَدرِ : «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » 2 مِن مُلكِ بَني اُمَيّةَ .
ومِنهُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعا بِمُعاوِيَةَ لِيَكتُبَ بِأَمرِهِ بَينَ يَدَيهِ ، فَدافَعَ بِأَمرِهِ ، وَاعتَلَّ بِطَعامِهِ ، فَقالَ النَّبِيُّ : «لا أشبَعَ اللّهُ بَطنَهُ» . فَبَقِيَ لا يَشبَعُ ويَقولُ : وَاللّهِ ما أترُكُ الطَّعامَ شِبَعا ولكِن إعياءً !
ومِنهُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : «يَطلُعُ مِن هذَا الفَجِّ رَجُلٌ مِن اُمَّتي يُحشَرُ عَلى غَيرِ مِلَّتي» ، فَطَلَعَ مُعاوِيَةُ .
ومِنهُ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : « إذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلى مِنبَري فَاقتُلوهُ » .
ومِنهُ الحَديثُ المَرفوعُ المَشهورُ أنَّهُ قالَ : « إنَّ مُعاوِيَةَ في تابوتٍ مِن نارٍ في أسفَلِ دَرَكٍ مِنها يُنادي : يا حَنّانُ يا مَنّان ! «ءَآلْـئـنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ » 3 » .
. . . ثُمَّ مِمّا أوجَبَ اللّهُ لَهُ بِهِ اللَّعنَةَ قَتلُهُ مَن قَتَلَ صَبرا مِن خِيارِ الصَّحابَةِ وَالتّابِعينَ وأهلِ الفَضلِ وَالدِّيانَةِ ، مِثلَ عَمرِو بنِ الحَمِقِ ، وحُجرِ بنِ عَدِيٍّ ، فيمَن قَتَلَ مِن أمثالِهِم ، في أن تَكونَ لَهُ العِزَّةُ وَالمُلكُ وَالغَلَبَةُ ، وَللّهِِ العِزَّةُ وَالمُلكُ وَالقُدرَةُ ، وَاللّه

1.الإسراء : ۶۰ .

2.القدر: ۳ .

3.يونس : ۹۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
292

2 / 1 ـ 10

بَلاغٌ تَعميمِيٌّ لِلمُعتَضِدِ العَبّاسِيِّ

2339.تاريخ الطبريـ في ذِكرِ وَقائِعِ سَنَةِ 284 ه ـ: في هذِهِ السَّنَةِ عَزَمَ المُعتَضِدُ بِاللّهِ عَلى لَعنِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ عَلَى المَنابِرِ ، وأَمرَ بِإِنشاءِ كِتابٍ بِذلِكَ يُقرُأُ عَلَى النّاسِ ، فَخَوَّفَهُ عُبَيدُ اللّهِ بنُ سُلَيمانَ بنِ وَهبٍ اضطِرابَ العامَّةِ ، وأنَّهُ لا يَأمَنُ أن تَكونَ فِتنَةٌ ، فَلَم يَلتَفِت ءالى ذلِكَ . . . وأمَرَ بِإِخراجِ الكِتابِ الَّذي كانَ المَأمونُ أمَرَ بِإِنشائِهِ بِلَعنِ مُعاوِيَةَ ، فَاُخرِجَ لَهُ مِنَ الدّيوانِ ، فَأَخَذَ مِن جَوامِعِهِ نُسخَةَ هذَا الكِتابِ . . . وفيهِ بَعدَ الحَمدِ وَالثَّناءِ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله :
وكانَ مِمَّن عانَدَهُ ونابَذَهُ وكَذَّبَهُ وحارَبَهُ مِن عَشيرَتِهِ العَدَدُ الأَكثَرُ ، وَالسَّوادُ الأَعظَمُ ، يَتَلَقَّونَهُ بِالتَّكذيبِ وَالتَّثريبِ ، ويَقصِدونَهُ بِالأَذِيَّةِ وَالتَّخويفِ ، ويُبادونَهُ بِالعَداوَةِ ، ويَنصِبونَ لَهُ المَحارَبَةَ ، ويَصُدّونَ عَنهُ مَن قَصَدَهُ ، ويَنالونَ بِالتَّعذيبِ مَنِ اتَّبَعَهُ .
وأشَدُّهُم في ذلِكَ عَداوَةً ، وأعظَمُهُم لَهُ مُخالَفَةً ، وأوَّلُهُم في كُلِّ حَربٍ ومُناصَبَةٍ ، لا يُرفَعُ عَلَى الإِسلامِ رايةٌ إلّا كانَ صاحِبَها وقائِدَها ورَئيسَها في كُلِّ مَواطِنِ الحَربِ مِن بَدرٍ واُحُدٍ وَالخَندَقِ وَالفَتحِ ـ أبو سفيانَ بنُ حَربٍ وأشياعُهُ مِن بَني اُمَيَّةَ المَلعونينَ في كِتابِ اللّهِ ، ثُمَّ المَلعونينَ عَلى لِسانِ رَسولِ اللّهِ في عِدَّةِ مَواطِنَ وعِدَّةِ مَواضِعَ ، لِماضي عِلمِ اللّهِ فيهِم وفي أمرِهِم ونِفاقِهِم وكُفرِ أحلامِهِم ، فَحارَبَ مُجاهِدا ، ودافَعَ مُكابِدا ، وأقامَ مُنابِذا حَتّى قَهَرَهُ السَّيفُ ، وعَلا أمرُ اللّهِ وهُم كارِهونَ ، فَتَقَوَّلَ بِالإِسلامِ غَيرَ مُنطَوٍ عَلَيهِ ، وأسَرَّ الكُفرَ غَيرَ مُقلِعٍ عَنهُ ، فَعَرَفَهُ بِذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالمُسلِمونَ ، ومَيَّزَ لَهُ المُؤَلَّفَةَ قُلوبُهُم ، فَقَبِلَهُ ووَلَدَهُ عَلى عِلمٍ مِنهُ .
فَمِمّا لَعَنَهُمُ اللّهُ بِهِ عَلى لِسانِ نَبِيِّه صلى الله عليه و آله ، وأنَزَلَ بِهِ كِتاباً قَولُهُ : «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَة

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149117
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي