421
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

قالَ أبومِخنَفٍ : حَدَّثَني عَبدُ اللّهِ بنُ عاصِمٍ الفائِشيُّ قالَ : حَدَّثَني رَجُلٌ مِن قَومي أنَّ الأَشتَرَ خَرَجَ يَوما يُقاتِلُ بِصِفّينَ في رِجالٍ مِنَ القُرّاءِ ورِجالٍ مِن فُرسانِ العَرَبِ ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم فَخَرَجَ عَلَينا رَجُلٌ وَاللّهِ لَقَلَّما رَأَيتُ رَجُلاً قَطُّ هُوَ أطوَلُ ولا أعظَمُ مِنهُ ، فَدَعا إلَى المُبارَزَةِ فَلَم يَخرُج إلَيهِ أحَدٌ إلَا الأَشتَرُ ، فَاختَلَفا ضَربَتَينِ فَضَرَبَهُ الأَشتَرُ فَقَتَلَهُ ، وايمُ اللّهِ ، لَقَد كُنّا أشفَقنا عَلَيهِ ، وسَأَلناهُ ألّا يَخرُجَ إلَيهِ ، فَلَمّا قَتَلَهُ الأَشتَرُ نادى مُنادٍ مِن أصحابِهِ :

يا سَهمَ سهم بنَ أبِي العَيزارِ
يا خَيرَ مَن نَعلَمُهُ منِ زارِ

وزارَةُ : حَيٌّ مِنَ الأَزدِ . وقالَ : اُقسِمُ بِاللّهِ لَأَقتُلَنَّ قاتِلَكَ أو لَيَقتُلَنّي . فَخَرَجَ فَحَمَلَ عَلَى الأَشتَرِ وعَطَفَ عَلَيهِ الأَشتَرُ فَضَرَبَهُ ، فَإِذا هُوَ بَينَ يَدَي فَرَسِهِ ، وحَمَلَ عَلَيهِ أصحابُهُ فَاستَنقَذوهُ جَريحا . فَقالَ أبو رُفَيقَةَ الفَهمِيُّ : هذا كانَ نارا فَصادَفَ إعصارا . وَاقتَتَلَ النّاسُ ذَا الحِجَّةِ كُلَّهُ ، فَلَمَّا انقَضى ذُو الحِجَّةِ تَداعَى النّاسُ إلى أن يَكُفَّ بَعضُهُم عَن بَعضٍ المُحَرَّمَ ، لَعَلَّ اللّهَ أن يُجرِيَ صُلحا أوِ اجتِماعا ، فَكَفَّ بَعضُهُم عَن بَعضٍ ۱ .

7 / 8

الهُدنَةُ رَجاءَ الصُّلحِ

۲۴۵۷.تاريخ الطبريـ في أخبارِ سَنَةِ ۳۷ هجريّة ـ: كانَ في أوَّلِ شَهرٍ مِنها وهُوَ المُحَرَّمُ مُوادَعَةُ الحَربِ بَينَ عَلِيٍّ ومُعاوِيَةَ ، قَد تَوادَعا عَلى تَركِ الحَربِ فيهِ إلَى انقِضائِهِ طَمَعاً فِي الصُّلحِ ۲ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۴ ؛ وقعة صفّين : ص۱۹۵ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
420

يا مُعاوِيَةُ ، ودَع ما أنتَ عَلَيهِ ، ولا تُنازِعِ الأَمرَ أهلَهُ .
فَحَمِدَ اللّهَ [مُعاوِيَةُ] وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ أوَّلَ ما عَرَفتُ فيهِ سَفَهَكَ وخِفَّةَ حِلمِكَ ، قَطعُكَ عَلى هذَا الحَسيبِ الشَّريفِ سَيِّدِ قَومِهِ مَنطِقَهُ ، ثُمَّ عَنَيتَ بَعدُ فيما لا عِلمَ لَكَ بِهِ ، فَقَد كَذَبتَ ولَؤُمتَ أيُّهَا الأَعرابِيُّ الجِلفُ الجافي في كُلِّ ما ذَكَرتَ ووَصَفتَ . انصَرِفوا مِن عِندي ، فَإِنَّهُ لَيسَ بَيني وبَينَكُم إلَا السَّيفُ ۱ .

7 / 7

بِدايَةُ القِتالِ

۲۴۵۶.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة الحنفيـ في بَيانِ ابتِداءِ الحَربِ في ذِي الحِجَّةِ ـ: أخَذَ عَلِيٌّ يَأمُرُ الرَّجُلَ ذَا الشَّرَفِ فَيَخرُجُ مَعَهُ جَماعَةٌ ، ويَخرُجُ الَيهِ مِن أصحابِ مُعاوِيَةَ آخَرُ مَعَهُ جَماعَةٌ ، فَيَقتَتِلانِ في خَيلِهِما ورِجالِهِما ثُمَّ يَنصَرِفانِ ، وأخَذوا يَكرَهونَ أن يَلقَوا بِجَمعِ أهلِ العِراقِ أهلَ الشّامِ لِما يَتَخَوَّفونَ أن يَكونَ في ذلِكَ مِن الاِستِئصالِ وَالهَلاكِ ، فَكانَ عَلِيٌّ يُخرِجُ مَرَّةً الأَشتَرَ ، ومَرَّةً حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ ، ومَرَّةً شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ومَرَّةً خالِدَ بنَ المُعَمَّرِ ، ومَرَّةً زِيادَ بنَ النَّضرِ الحارِثِيَّ ، ومَرَّةً زِيادَ بنَ خَصَفَةَ التَّيِميّ ، ومَرَّةً سَعيدَ بنَ قَيسٍ ، ومَرَّةً مَعقِلَ بنَ قَيسٍ الرِّياحِيَّ ، ومَرَّةً قَيسَ بنَ سَعدٍ ، وكانَ أكثَر القَومِ خُروجا الَيهِمُ الأَشتَرُ ، وكانَ مُعاوِيَةُ يُخرِجُ إلَيهِم عَبدَ الرَّحمنِ بنَ خالِدٍ المَخزومِيَّ وأبَا الأَعوَرِ السُّلَمِيَّ ، ومَرَّةً حَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ الفِهرِيَّ ، ومَرَّةً ابنَ ذِي الكَلاعِ الحِميَرِيَّ ، ومَرَّةً عُبيدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، ومَرَّةً شُرَحبيلَ بنَ السِّمطِ الكِندِيَّ ، ومَرَّةً حَمزَةَ بنَ مالِكِ الهَمدانِيَّ ، فَاقتَتَلوا مِن ذِي الحِجَّةِ كُلِّها ورُبَّمَا اقتَتَلوا فِي اليَومِ الواحِدِ مَرَّتَينِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۷۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۶۵ ؛ وقعة صفّين : ص۱۸۷ وفيه «شهر ربيع الآخر» بدل «أوّل ذي الحجّة» وراجع مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149054
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي