629
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

3 / 2

اِحتِجاجُ الإِمامِ عَلى زُرعَةَ وحُرقوصٍ

۲۶۶۷.تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة :إنَّ عَلِيّا لَمّا أرادَ أن يَبعَثَ أبا موسى لِلحُكومَةِ أتاهُ رَجُلانِ مِنَ الخَوارِجِ : زُرعَةُ بنُ البُرجِ الطّائِيُّ ، وحُرقوصُ بنُ زُهَيرٍ السَّعدِيُّ ، فَدَخَلا عَلَيهِ ، فَقالا لَهُ : لا حُكمَ إلّا للّهِِ !
فَقالَ عَلِيٌّ : لا حُكمَ إلّا للّهِِ .
فَقالَ لَهُ حُرقوصٌ : تُب مِن خَطيئَتِكَ ، وَارجِع عَن قَضِيَّتِكَ ، وَاخرُج بِنا إلى عَدُوِّنا نُقاتِلهُم حَتّى نَلقى رَبَّنا !
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : قَد أرَدتُكُم عَلى ذلِكَ فَعَصَيتُموني ، وقَد كَتَبنا بَينَنا وبَينَهُم كِتابا ، وشَرَطنا شُروطا ، وأعطَينا عَلَيها عُهودَنا ومَواثيقَنا ، وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَـهَدتُّمْ وَ لَا تَنقُضُواْ الْأَيْمَـنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»۱ .
فَقالَ لَهُ حُرقوصٌ : ذلِكَ ذَنبٌ يَنبَغي أن تَتوبَ مِنهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ : ما هُوَ ذَنبٌ ، ولكِنَّهُ عَجزٌ مِنَ الرَّأيِ ، وضَعفٌ مِنَ الفِعلِ ، وقَد تَقَدَّمتُ إلَيكُم فيما كانَ مِنهُ ، ونَهَيتُكُم عَنهُ .
فَقالَ لَهُ زُرعَةُ بنُ البُرجِ : أما وَاللّهِ يا عَلِيُّ لَئِن لَم تَدَع تَحكيمَ الرِّجالِ في كِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ قاتَلتُكَ ؛ أطلُبُ بِذلِكَ وَجهَ اللّهِ ورِضوانَهُ !
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : بُؤسا لَكَ ، ما أشقاكَ ! كَأَنّي بِكَ قَتيلاً تَسفي عَليكَ الرّيحُ .
قالَ : وَدِدتُ أن قَد كانَ ذلِكَ .

1.النحل : ۹۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
628

بِها مِنهُمُ اثنا عَشَرَ ألفا ، ونادى مُناديهِم : إنَّ أميرَ القِتالِ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ التَّميمِيُّ ، وأميرَ الصَّلاةِ عَبدُ اللّهِ بنُ الكَوَّا اليَشكُرِيُّ ، وَالأَمرُ شورى بَعدَ الفَتحِ ، وَالبَيعَةُ للّهِِ عَزَّ وجَلَّ ، وَالأَمرُ بِالمَعروفِ ، وَالنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ .
فَلَمّا سَمِعَ عَلِيٌّ ذلِكَ وأصحابُهُ قامَتِ الشّيعَةُ ، فَقالوا لَهُ : في أعناقِنا بَيعَةٌ ثانِيَةٌ ، نَحنُ أولِياءُ مَن والَيتَ ، وأعداءُ مَن عادَيتَ .
فَقالَتِ الخَوارِجُ : اِستَبَقتُم أنتُم وأهلُ الشّامِ إلَى الكُفرِ كَفَرَسَي رِهانٍ ۱ ؛ بايَعَ أهلُ الشّامِ مُعاوِيَةَ عَلى ما أحَبّوا وكَرِهوا ، وبايَعتُم أنتُم عَلِيّا عَلى أنَّكُم أولِياءُ مَن والى ، وأعداءُ مَن عادى .
فَقالَ لَهُم زِيادُ بنُ النَّضرِ : وَاللّهِ ، ما بَسَطَ عَلِيٌّ يَدَهُ فَبايَعناهُ قَطُّ إلّا عَلى كِتابِ اللّهِ ، وسُنَّةِ نَبِيِّهِ ، ولكِنَّكُم لَمّا خالَفتُموهُ جاءَتهُ شيعَتُهُ فَقالوا لَهُ : نَحنُ أولِياءُ مَن والَيتَ ، وأعداءُ مَن عادَيتَ ، ونَحنُ كَذلِكَ ، وهُوَ عَلَى الحَقِّ وَالهُدى ، ومَن خالَفَهُ ضالٌّ مُضِلٌّ ۲ .

۲۶۶۶.تاريخ الطبري عن الزهري :تَفَرَّقَ أهلُ صِفّينَ حينَ حُكِّمَ الحَكَمانِ . . . فَلَمَّا انصَرَفَ عَلِيٌّ خالَفَتِ الحَرَورِيَّةُ وخَرَجَت ـ وكانَ ذلِكَ أوَّلَ ما ظَهَرَت ـ فَآذَنوهُ بِالحَربِ ، ورَدّوا عَلَيهِ أن حَكَّمَ بَني آدَمَ في حُكمِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، وقالوا : لا حُكمَ إلّا للّهِِ سُبحانَهُ ! وقاتَلوا ۳ .

1.هما كفَرَسَي رِهان : يُضرب لاثنين يستبقان إلى غاية فيستويان (تاج العروس : ج۸ ص۳۹۴) .

2.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۳ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۶۳ و ص۶۴ عن عمارة بن ربيعة .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۵۷ وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 149100
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي