473
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

فَمَن ساءَهُ فَهاهُنا ـ وأومَأَ بِيَدِهِ نَحوَ الشّامِ ـ ۱ .

أقولُ : قالَ السُّيوطِيُّ في كِتابِ شَدِّ الأَثوابِ في سَدِّ الأَبوابِ : قَد ثَبَتَ بِهذِهِ الأَحاديثِ الصَّحيحَةِ بَلِ المُتَواتِرَةِ أنَّهُ صلى الله عليه و آله مَنَعَ مِن فَتحِ بابٍ شارِعٍ إلَى [ الـ ] ـمَسجِدِ ، ولَم يَأذَن في ذلِكَ لِأَحَدٍ . . . إلّا لِعَلِيٍّ ۲ .

إشارة

ورد في بعض روايات سدّ الأبواب اسم «العبّاس» ۳ وفي بعضها «حمزة» ۴ وفي بعضها اُطلق لفظ «عمّه» ۵ .
ومن الجدير بالذكر هو أنّ العبّاس وحمزة لم يعيشا في المدينة في زمان واحد ؛ إذ استُشهد حمزة في السنة الثالثة للهجرة في معركة اُحد ، ولم يأتِ العبّاس إلى المدينة بعدُ ، بل أتاها في السنين الأخيرة من عمر النبيّ صلى الله عليه و آله .
ولعلّ منشأ ذلك هو اشتباه أحدهما بالآخر ؛ فكلاهما عمّ النبيّ صلى الله عليه و آله . ولكن أيّهما الصحيح ؟
الراجح في نظرنا هو «حمزة» ، ويؤيّد ذلك اُمور ، منها : الحديث السابق الذى
¨

1.المناقب لابن المغازلي : ص۲۵۴ ح۳۰۳ وراجع علل الشرائع : ص۲۰۲ ح۳ وشرح الأخبار : ج۲ ص۲۰۳ ح۵۳۳ ودعائم الإسلام : ج۱ ص۱۷ والطرائف : ص۶۱ ح۶۰ .

2.الحاوي للفتاوي : ج۲ ص۱۵۸ .

3.تقدّم بعضٌ منها .

4.الإصابة : ج۲ ص۱۴۱ الرقم ۱۹۵۱ ، مسند البزّار : ج۲ ص۳۱۹ ح۷۵۰ ، المناقب لابن المغازلي : ص۲۵۴ ح۳۰۳ ، فرائد السمطين : ج۱ ص۲۰۶ ح۱۶۱ ؛ كشف اليقين : ص۲۵۱ ح۲۷۹ ، الطرائف : ص۶۲ ح۶۱ ، إعلام الورى : ج۱ ص۱۶۰ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۱۹۶ ح۵۳۰ .

5.السنن الكبرى للنسائي : ج۵ ص۱۱۸ ح۸۴۲۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
472

ثُمَّ أرسَلَ إلى عُمَرَ فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأمُرُكَ أن تَسُدَّ بابَكَ الَّذي فِي المَسجِدِ ، وتَخرُجَ مِنهُ . فَقالَ : سَمعا وطاعَةً لِلّهِ ولِرَسولِهِ ، غَيرَ أنّي أرغَبُ إلَى اللّهِ في خَوخَةٍ في المَسجِدِ . فَأَبلَغَهُ مُعاذٌ ما قالَ عُمَرُ .
ثُمَّ أرسَلَ إلى عُثمانَ ـ وعِندَهُ رُقَيَّةُ ـ فَقالَ : سَمعا وطاعَةً . فَسَدَّ بابَهُ ، وخَرَجَ مِن المَسجِدِ .
ثُمَّ أرسَلَ إلى حَمزَةَ فَسَدَّ بابَهُ وقالَ : سَمعا وطاعَةً لِلّهِ ولِرَسولِهِ .
وعَلِيٌّ عَلى ذلِكَ يَتَرَدَّدُ ؛ لا يَدري أهُوَ فيمَن يُقيمُ ، أو فيمَن يَخرُجُ . وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله قَد بَنى لَه بَيتا فِي المَسجِدِ بَينَ أبياتِهِ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اُسكُن طاهِرا مُطَهَّرا ! فَبَلَغَ حَمزَةَ قَولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، تُخرِجُنا وتُمسِكُ غِلمانَ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ؟ ! فَقالَ لَهُ نَبِيُّ اللّهِ : لا ، لَو كانَ الأَمرُ لي ما جَعَلتُ مِن دونِكُم مِن أحَدٍ ، وَاللّهِ ما أعطاهُ إيّاهُ إلَا اللّهُ ، وإنَّكَ لَعَلى خَيرٍ مِنَ اللّهِ ورَسولِهِ ، أبشِر . فَبَشَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقُتِلَ يَومَ اُحُدٍ شَهيدا .
ونَفَسَ ۱ ذلِكَ رِجالٌ عَلى عَلِيٍّ ، فَوَجَدوا في أنفُسِهِم ، وتَبَيَّنَ فَضلُهُ عَلَيهِم وعَلى غَيرِهِم مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَقامَ خَطيبا فَقالَ : إنَّ رِجالاً يَجِدونَ في أنفُسِهِم في أنّي أسكَنتُ عَلِيّا فِي المَسجِدِ ! وَاللّهِ ما أخرَجتُهُم ،ولا أسكَنتُهُ ، إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ أوحى إلى موسى وأخيهِ : «أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَ اجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُواْ الصَّلَوةَ»۲ ، وأمَرَ موسى أن لا يَسكُنَ مَسجِدَهُ ، ولا يَنكِحَ فيهِ ، ولا يَدخُلَهُ إلّا هارونُ وذُرِّيَّتُهُ ، وإنَّ عَلِيّا مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، وهُوَ أخي دونَ أهلي ، ولا يَحِلُّ مَسجدي لِأَحَدٍ يَنكِحَ فيهِ النِّساءَ إلّا عَلِيٌّ وذُرِّيَّتُهُ ،

1.النّفْس : العَين ، يقال : نَفَسْتُك بنَفْس ؛ إذا أصَبتَه بعين (لسان العرب : ج۶ ص۲۳۶) .

2.يونس : ۸۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 201128
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي