ربعه الأوّل ، «عِبَرٌ» قلّ مثيلُها في تاريخنا الماضي الذي طال أربعة عشر قرناً .
ففي طليعته كان انبثاقُ الثورة الإسلاميّة التي فجّرها الإمام الأعظم السيّد روح الله الخمينيّ رحمه الله ، فجدّد الإسلام ، ونفثَ في المستضعفين في العالم روح المقاومة ضدّ المستكبرين ، والنضال ضدّ المستعمرين ، وأدخل في قلوب المسلمين في كلّ الأرض فرحةً وقوّةً واعتماداً على أنفسهم ، وهيبةً أفزعتْ المستكبرين : من الصهاينة والصليبيين في الشرق والغرب ، والملحدين ، والمنافقين في البلاد الإسلاميّة ; فكانت من أكبر «عِبَرِ» التاريخ .
وذُهِلَ الاستعمارُ من تلك الحركة العظيمة ، ولم يتمكّنوا من مواجهتها ; فقد أجبرتْهم على الخُنوع والاعتراف بواقعها ، ولم يجدوا إلاّ تحريك عناصر من عملائهم الذين يدّعون الإسلام للمواجهة بإثارة النعرات الطائفيّة ، وإعلان الحرب الظالمة ضدّ دولة الإسلام ، حرباً عسكريّةً ، وإعلاميّةً ، ونفسيّةً، وطائفيّةً بشعةً ، فقلبوا نعمتَها على أنفسهم نقمةً ، وأضاعوا فرصةَ الاعتبار بها ; فبدلاً من أن يغتنموها ، ويجعلوها لهم قدوةً ، ويتّخذوها أسوةً للخلاص من هيمنة الاستعمار الجاثم على صدورهم ، ونبذ نَيْرِه الخانق لبلدانهم اقتصاديّاً ، واجتماعيّاً ، ونفسيّاً ; فإذا بهم يصيرون الأيدي العميلة للاستعمار ، بذلوا الأموال ، والأنفس ، والجهود ، والأعتدة ، لمقاومة حركة الخمينيّ ، وصدّه من الانتشار والتوسّع .
بينما اعتبرت الدول الاستعماريّة لنفسها ، وفتحت أعينها على المنطقة بشكل أوسع وأدقّ ، فضيّقت الخناق على عملائها وورطّتهم في معاهدات أخطر ، وبعثت عميلها طاغية بغداد للهجوم هذه المرّة على الكويت ، حتى تعمّق انشقاق الصفّ العربيّ الموهوم ، وتوسّع اختلاف الكلمة ، وتبتزّ أموالهم ، وتثبّت أقدامها في المنطقة بشكل أقوى وأعمق .
وتلك عبرةٌ أخرى ، فهلْ من مُعْتَبِر ؟! .
وفي هذه الأيّام ، حيث عاد الأسياد ـ المستعمرون القدامى ـ في شكل احتلال