217
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

كتاب فضل العلم

باب فرض العلم ووجوب طلبه والحَثِّ عليه

۱.أخبرنا محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسيّ ، عن عبدالرحمن بن زيد ، عن أبيه ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«قال رسولُ اللّه عليه السلام : طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مُسْلِمٍ ، ألا إنَّ اللّه َ يُحِبُّ بُغاةَ العلم» .

[ كتاب فضل العلم ]

باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه

قوله صلى الله عليه و آله : (طلبُ العلمِ فَريضةٌ على كلِّ مُسلِمٍ ، ألا إنّ اللّه َ يُحِبُّ بُغاةَ العلمِ) .
الظاهر أنّ المراد بالعلم هنا ما يشمل المعرفة على الوجه الذي لا يحصل إلاّ بالتعلّم والطلب والعلم بأحكام اللّه تعالى التي يحتاج إليها المكلّف ؛ ولا شبهة في تفاوت أحوال المكلّفين ، فمن كان قادراً على فهم كلام اللّه ورسوله والأئمّة عليهم السلام ولو بحسب الظاهر ، يجب عليه تعلّم ذلك من أهله ، ومن لم يكن له هذه القوّة ، وجب عليه الرجوع إلى مَن يفهم معاني كلامهم بمقتضى حديث «اُنظروا إلى رجل قد روى حديثنا» ۱ ، وما يأتي إن شاء اللّه تعالى في حديث نَقَله في الاحتجاج من الأمر

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۷ ، باب اختلاف الحديث ، ح ۱۰ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۲۱۸ ، ح ۵۱۶ ؛ و ص ۳۰۱ ، ح ۸۴۵ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ ، ح ۳۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۶۷ ، ح ۲۸ .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
216

۳۵.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن عبداللّه البزّاز ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن حمّاد ، عن الحسن بن عمّار ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث طويل :«إنَّ أوَّلَ الأُمور ومَبدأَها وقوَّتَها وعِمارتَها ـ التي لا ينتفع شيء إلاّ به ـ العقلُ الذي جعله اللّه ُ زينةً لخَلْقه ونورا لهم ، فبالعقل عَرَفَ العبادُ خالقَهم ، وأنّهم مخلوقون ، وأنّه المدبّر لهم ، وأنّهم المدبَّرون ، وأنّه الباقي وهم الفانون ؛ واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه ، من سمائه وأرضه ، وشمسه وقمره ، وليله ونهاره ، وبأنَّ له ولهم خالقا ومدبِّرا لم يَزَلْ ولا يَزولُ ، وعَرَفوا به الحسنَ من القبيح ، وأنَّ الظلمةَ في الجهل ، وأنَّ النورَ في العلم ، فهذا ما دَلَّهم عليه العقلُ» .
قيل له : فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال : «إنَّ العاقلَ لدَلالة عقله ـ الذي جعله اللّه ُ قِوامَه وزينتَه وهدايتَه ـ عَلِمَ أنَّ اللّه َ هو الحقُّ ، وأنّه هو ربُّه ، وعَلِمَ أنَّ لخالقه محبّةً ، وأنَّ له كَراهِيَةً ، وأنَّ له طاعةً ، وأنَّ له معصيةً ، فلم يَجِدْ عقلَه يَدُلُّهُ على ذلك ، وعَلِمَ أنّه لا يوصَلُ إليه إلاّ بالعلم وطَلَبِهِ ، وأنّه لا يَنتفِعُ بعقله إنْ لم يُصِبْ ذلك بعلمه ، فوجب على العاقل طلبُ العلمِ والأدبِ الذي لا قوام له إلاّ به» .

۳۶.عليُّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن ابن أبي عمير ، عن النضر بن سُوَيْدٍ ، عن حُمْرانَ وصفوانَ بن مِهْرانَ الجمّال ، قالا : سمعنا أبا عبداللّه عليه السلام يقول :«لا غِنى أخصَبُ من العقل ، ولا فَقْرَ أحطُّ من الحُمق ، ولا استظهارَ في أمرٍ بأكثرَ من المشورة فيه» .
وهذا آخر كتاب العقل [ والجهل] والحمدللّه وحده وصلّى اللّه على محمّد وآله وسلّم تسليما .

بالمحسوس باعتبار ما يؤول إليه والمجموع بالمجموع . ويمكن عدم اعتبار ۱ الحياة في المشبّه به ؛ فتأمّل .
والباء في قوله : «بالنور» للاستعانة أو المصاحبة ، وترك العطف في قوله : «بحسن التخلّص» لأنّه كالبدل منه ، أو لكونه مسبّباً عنه ؛ واللّه أعلم .

1.في «ألف ، ب» : «اعتباره» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 84552
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي