باب لزوم الحجّة على العالم وتشديد الأمر عليه
۱.عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقريّ ، عن حَفص بن غياث ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :قال : «يا حفصُ ، يُغفَرُ للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يُغفَرَ للعالم ذنبٌ واحدٌ» .
باب لزوم الحجّة على العالم وتشديد الأمر عليه
قوله عليه السلام في حديث حفص بن غياث : (يُغْفَرُ للجاهلِ سَبعونَ ذَنْباً قبل أن يُغفَرَ للعالِم ذَنبٌ واحدٌ) .
هذا الحديث ـ كما تقدّم ـ يدلّ على كون العالم المذنب أشدّ عذاباً من الجاهل ، وعلى أنّ الجاهل دونه من وجهين : أحدهما تقدّم المغفرة للجاهل على المغفرة للعالم ، والثاني أنّه لا يغفر له ذنب واحد حتّى يغفر للجاهل سبعون ذنباً .
والظاهر أنّ المراد من السبعين هذا العدد ، كما في قوله تعالى : « إِن تَسْتَغْفِرْلَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً »۱ وقوله صلى الله عليه و آله : «لأزيدنّ على السبعين» ۲ .
ويحتمل أن يكون كنايةً عن مغفرة ذنوب كثيرة للجاهل قبل مغفرة ذنب واحد للعالم . والكلام في الآية مشهور .
ويمكن أن يقال : إنّ الكلام قد لا يدلّ على حصول مغفرة الذنب الواحد بعد مغفرة السبعين ونحوها ، أو يقال : إنّ مغفرة السبعين قبل الواحد لا يدلّ على مغفرة الواحد ، فيكون من قبيل مالو قال أحد لآخر : لأقتلنّك ، فيقول له : أنا أقتلك قبل أن تقتلني ؛ فلا يلزم أن يحصل مغفرة الذنب الواحد للعالم بعد حصول مغفرة السبعين للجاهل ؛ فتأمّل .