في حديث حمزة بن حُمران ۱
قول الراوي (أو كما قالَ) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّه عليه السلام قال : (هذا دينُ اللّه ِ [الذي] أنا عليه وآبائي) أو قال : هذا دين اللّه ، «إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يكلّف العباد ...» .
باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة
[في حديث ابن الطيّار ۲ ]
قوله عليه السلام : (إنّ اللّه َ احتجَّ على الناسِ بما آتاهم وعَرَّفَهم) .
أي إنّ اللّه عزّ وجلّ جعل الحجّة على الناس ما آتاهم من القوى والنعم التي يعجز عنها من سواه ، فهو دليل على معرفته وما عرّفهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب من أوامره ونواهيه ، فليس لهم التجاوز إلى العمل برأيهم واجتهادهم .
وأيضا فيه تنبيه على أنّ تمكينهم وإعطاءهم القوّة العامّة على فعل المأمور به والمنهيّ عنه لا يصير سببا لإسقاط الاحتجاج عليهم ؛ لأنّه تعالى جعل لهم من أنفسهم دليلاً على وحدانيّته ، وعرّفهم ما يحبّ ويكره بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، فمن فرط فإنّما فرط بنفسه ، ومن وعى فلها .
في حديث محمّد بن حَكيم ۳
قوله عليه السلام : حين سأله السائل بقوله : (المعرفةُ من صُنْع مَن هي؟ ) : (مِن صُنْعِ اللّه ، ليس للعباد فيها صُنْعٌ) .
أي ما ينبغي أن يعرف هو ما علمه اللّه فيجب الأخذ به والاقتصار عليه وعدم تعدّيه .
ويؤيّد هذا المعنى ما في حديث عبدالأعلى الآتي . ويحتمل أن يكون المراد بالمعرفة قبولَ التعليم ؛ وذلك لأنّه إذا كان العبد محبّا للّه مريدا معرفة ما علم ، فإنّ اللّه يهديه ويوفّقه للمعرفة ، لكن لا يلائمه بحسب الظاهر قولُه «ليس للعباد فيها صنع» ؛ لأنّ مقدّماتها من صنع العبد في الجملة ، إلاّ أن يقال : إنّه نفى الصنع الكائن فيها لا في مقدّماتها وما تتوقّف عليه .