125
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

إنّ دم الإنسان يُعدّ في الوقت الحاضر طعاما لذيذاً جدّاً بالنسبة للكثير من القبائل . . . والكثير من أفراد القبائل هم اُناس بُسطاء ذوو خصال حسنة ، ولكنّهم رغم ذلك يقومون في بعض الأحيان بشرب دم الإنسان بصفة دواء ، وفي أحيان اُخرى يشربونه وفاءً للنذر أو تنفيذاً لفريضة دينية ، بيدَ أنّ الاعتقاد السائد هو أنّه حينما يشرب شخص من دم شخص آخر تنتقل قدرته اليه. ۱
وما ذكرناه ليس إلّا نموذجا للآلاف المؤلّفة من العقائد الوهمية الفاسدة السائدة في مختلف المجتمعات في العالم ، بحيث لو اُريد تأليف كتاب عن العقائد الخرافية الباطلة لبلغت مجلّداته العشرات .
فهل كان العقل يوسم بنشر هذه العقائد الخطرة أو غيرها ممّا هو أخطر منها ، والذي يروّج له الاستكبار العالمي اليوم من أجل امتصاص دماء الشعوب ونهب ثرواتها واستعباد الإنسان عن طريق الرقّ والنخاسة الحديثة؟

الإسلام وحرّية العقيدة

كنا نتحدّث حتّى الآن عن حرّية العقيدة في نظر العقل ، وقد وصلنا بالإجمال إلى أنَّ حرّية العقيدة بمعنى حرّية الإنسان في اختيار العقيدة لا يتّفق مع العقل ، وأنها بمعنى حرّيته في التظاهر بعقيدته ونشرها ، فذلك حقّ طبيعي ، وأمّا بمعنى حرّية الانسان في الترويج للمعتقدات الوهمية الضارّة وتبليغها للمجتمع فهذا ما يؤكّد العقل منعه بتاتا .
والآن ، فما رأي الإسلام في حرّية العقيدة؟
فأمّا الجواب بالإجمال فهو : أنّ نظر الإسلام إلى حرّية العقيدة هو نظر العقل إليها

1.تاريخ تمدن (بالفارسية) : ج ۱ ص ۱۸ ـ ۱۹ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
124

ويقول ويل ديورانت :
أصبحت الرّقية بعد مضي عدّة قرون عادة اجتماعية ، وكان الناس ينظرون إليها بصفتها أمراً ضروريا وفطريا ، وكان أرسطو يعتبرها أمراً طبيعيا لامفرّ منه ، كما كان الحواري بولس يقدّس نظام الرّقية ويعتبره مماشيا للمشيئة الإلهية. ۱
ويؤيد هذه العقيدة أرنست رونان ، فباعتقاده :
أنّ الغربيّين هم من سلالة أرباب العمل ، وأنّ الشرقيّين من سلالة العمّال ، ولهذا تكثر الطبيعة من سلالة العمّال .

الاعتقاد بوأد البنات

يقول ويل ديورانت :
كان الناس في بعض أنحاء العالم ـ كغينيا الجديدة وجزر سليمان وفيجي والهندوغيرها ـ يخنقون المرأة ويدفنونها مع زوجها المتوفَّى ، أو كانوا يطلبون منها أن تقتل نفسها بعد موت زوجها كي تقوم بخدمته في الآخرة. ۲
كما كان المشركون في زمن الرسول صلى الله عليه و آله يعتقدون بأنّ البنت وصمة عار لأهلها ، فكانوا يئدونها وهي حية .

الاعتقاد بالتغذية على الدم

يشير ويل ديورانت في حديثه عن عامل الحضارة بشكل عام إلى أنواع الأطعمة التي كان يتناولها الإنسان البدائي ، ابتداءً من حساء القمّل وانتهاءً بلحم الإنسان ، أمّا عن التغذية على الدم فكتب يقول :

1.تاريخ تمدن (بالفارسية) لويل دورانت : ج ۱ ص ۳۳ .

2.تاريخ تمدن (بالفارسية) : ج ۱ ص ۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 184088
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي