235
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

رابعا : تسخير الشَّمس والقمر للإنسان

إِنّ النقطة الأَهمّ الجديرة بالتأَمّل في طريق معرفة اللّه من خلال خلق الشَّمس والقمر ، هي أنّ الشَّمس بحجمها الذي يفوق حجم الأَرض بمليون وثلاثمئة وواحدٍ وتسعين أَلف مرّة ۱ ، والقمر بحجمه الذي يعادل 491 من حجم الأَرض ۲ ، كلاهما أَزاء أَمر الخالق ساجدان وخاضعان ، ومسخّران لخدمة حياة الإنسان ، وقد تكرّر ذكر هذا الأَمر في القرآن الكريم ، فقال :
«وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ»۳ .
وقد يتبادر إِلى الذهن هذا السؤال : أيّ ربح يجنيه الإنسان من تسخير الشَّمس والقمر؟ وبعبارة أُخرى : ما دور الشَّمس والقمر في حياة الإنسان؟ للإجابة على هذا السؤال لاحظ العنوان الخامس والسادس فيما يلي .

خامسا : دور الشَّمس في توفير الضوء والحياة

إِنّ وجود الحياة على سطح الكرة الأَرضية يرتبط ارتباطا وثيقا لا انفصام له بضوء الشَّمس ، بناءً على ذلك فإنّ خلق الشَّمس وتسخيرها للإنسان هو في الحقيقة مقدمة لخلق الإنسان واستمرار حياته «وَ جَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا»۴ وحينما ينطفئ هذا

1.غاية المراد ۱ : ۲۹۹ ـ ۳۰۰ مقدّمة التحقيق . والكتاب المذكور طبع ضمن الدرّ المنثور ج۲ ، من ص۱۴۹ ـ ۱۹۸ ، ومن المؤسف أنّه ناقص ولم يظفر مؤلّف كتاب الدرّ المنثور على تتمّته .

2.بناءً على ذلك فإنّ حجم الشّمس يعادل مليار مليار وخمسمئة وستة ملايين مليار وثمانمئة وثمانية آلاف ومئة وعشرين مليار كيلومتر مكعب (خالق العالم : ص ۱۲۶) . وقيل : يظهر أنّ هذا الرقم الذي نقله المصدر أعلاه عن كتاب العوالم البعيدة : ص ۲۲۹ يعبّر عن الحجم التقريبي للشمس ، ولذا فإنّ بعض المصادر الأُخرى تقول : إنّ حجم الشمس يفوق حجم الأرض بما يقارب ۰۰۰/۳۰۰/۱ مرة ، ووزنها يفوق وزن الأرض بما يقارب ۳۳۱۰۰۰ مرة (دائرة المعارف الفارسية) .

3.خالق العالم : ص ۲۶۵ .

4.النبأ : ۱۳ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
234

وَ لَا الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» 1 .

ثانيا : حركة الشَّمس والقمر

رغم أنّ الشمس تعتبر مركز المنظومة الشَّمسية ، والأَرض تدور حولها ، إِلّا أنّها ليست ساكنة ، فلها حركات وضعية باتجاه الشمال ، وتدور حول مركز المجرّة ، وللقمر كذلك حركات انتقاليه ووضعية ، فهو يدور حول الأرض ، ويدور مع المجموعة الشَّمسية .
وقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة ترشد إِلى معرفة اللّه من خلال التأمّل في الحركة المنظمة للشَّمس والقمر ، منها قوله تعالى :
«وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ»۲ .
ومنها قوله تعالى :
«وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى»۳ .

ثالثا : سجود الشَّمس والقمر للّه

المقصود من سجود الشَّمس والقمر للّه سبحانه هو نهاية الخضوع والطاعة والتسليم التكويني له تعالى ، بحيث إِنّهما لم يقصّرا في أَداء ما أَمرهما به في نظام الخلق منذ ملايين السنين ، ولم يتجاوزا مدارهما المعيّن لهما ولو بمقدار ذرّة واحدة ، قال تعالى :
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَ مَن فِى الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ ... »۴ .

1.يس : ۳۸ ـ ۴۰ .

2.روضات الجنّات ۳ : ۳۸۳ ، وعنه في غاية المراد ۱ : ۲۹۸ مقدّمة التحقيق .

3.الأنبياء : ۳۳ .

4.الحجّ : ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 103854
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي