269
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

من الزاد يضمن صحّة الإنسان جسما وروحا .
ويمكن أَن نقسّم الأَحاديث المأثورة عن تأثير الأَكل على السير والسلوك والمعرفة إِلى أَربعة أَقسام :

1 . الطّعام الحلال وصفاء القلب

القسم الأَوّل : الأَحاديث التي تنصّ على أَنّ تناول الغذاء الحلال يُفضي إِلى صفاء القلب واستنارته ، كما رُوي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :
«مَن أكَلَ مِنَ الحَلالِ صَفا قَلبُهُ ورَقَّ»۱.«مَن أكَلَ الحَلالَ أربَعينَ يَوما، نَوَّرَ اللّهُ قَلبَهُ، وأَجرى يَنابيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ »۲.

2 . قلّة الطعام وتنوير القلب

القسم الثاني : الأَحاديث التي تذهب إِلى أَنّ قلّة الطعام والجوع باعثان على تنوير القلب ، كالذي أُثر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . قال :
«إذا أقَلَّ الرَّجُلُ الطُّعمَ مُلِئَ جَوفُهُ نورا»۳.
وقال :
«نورُ الحِكمَةِ الجوعُ»۴.

1.معرفة علوم الحديث : يه ، مقدّمة المصحح .

2.مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۴۷ .

3.الفردوس : ج ۱ ص ۲۹۰ ح ۱۱۳۸ عن أبي هريرة ، وراجع المعجم الأوسط : ج ۵ ص ۲۲۹ ح ۵۱۶۵ و تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۲۹ والدعوات : ص ۷۷ ح ۱۸۷ .

4.تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۴۴۷ ح ۴۵۴۶ ، الفردوس : ج ۴ ص ۲۴۷ ح ۶۷۳۰ كلاهما عن أبي هريرة ، إحياء علوم الدين : ج ۳ ص ۱۲۹ ؛ مكارم الأخلاق : ج ۱ ص ۳۲۰ ح ۱۰۲۴ ، جامع الأخبار : ص ۵۱۵ ح ۱۴۵۲ ، روضة الواعظين : ص ۵۰۰ وفيه «الحكمة والمعرفة» .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
268

«إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ بِثَلاثَةٍ مَقرونٍ بِها ثَلاثَةٌ أُخرى : أمَرَ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ، فَمَن صَلّى ولم يُزَكِّ لَم تُقبَل مِنهُ صَلاتُهُ...»۱.
وبلغ إِيتاء الزكاة من التأثير في الإفادة من معطيات الصلاة مبلغا أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال فيه :
«لاصَلاةَ لِمَن لا زَكاةَ لَهُ»۲.
ومن الحريّ بالذكر أَنّ الزكاة في مفهومها العام تشمل مطلق الحقوق الماليّة الواجبة والمستحبّة ، لذلك حينما سئل الإمام الصادق عليه السلام : في كم تجب الزكاة من المال؟ قال :
«الزَّكاةُ الظّاهِرَةَ أمِ الباطِنَةَ تُريدُ؟» قالَ : أُريدُهُما جَميعا ، فَقالَ :
«أمَّا الظّاهِرَةُ فَفي كُلِّ ألفٍ خَمسَةٌ وعشرونَ دِرهما ، وأمَّا الباطِنَةُ فَلا تَستَأثِر عَلى أَخيكَ بِما هُوَ أَحوَجُ إِلَيهِ۳مِنكَ»۴.
من هنا ، يتسنّى لنا أَن نقول : إِنّ مطلق الإحسان إِلى النَّاس ، وحلّ معضلاتهم لوجه اللّه تعالى شرط للانتفاع التام ببركات مطلق الذكر ، وعلى رأسها الصلاة .

ثانيا : رعاية آداب الطعام

لقد أَشرنا إِلى أَنّ ذكر اللّه عز و جل غذاء الروح ، وكلّما ازداد هذا الغذاء فيها زادت قوّتها ، وعظم صفاء القلب ونورانيّته ، وعلى العكس من ذلك الأَغذية المادّيّة ، فكلّما أَكثر الإنسان منها تضاعف ضررها على جسمه وروحه ، والاكتفاء بالمقدار الضروريّ

1.معرفة علوم الحديث : ۲ .

2.بحارالأنوار : ج ۹۶ ص ۱۲ ح ۱۷ .

3.مشكاة الأنوار : ص ۹۶ ح ۲۱۲ .

4.في المصدر : «إليك» ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 103848
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي