69
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5

بَحثٌ حَولَ حَدِيثِ «كانَ اللّهُ وَلَم يَكن مَعَهُ شَيءٌ»

إِنّ حديث «كانَ اللّهُ ولَم يَكُن مَعَهُ شَيءٌ»۱ قد نُقِل في الجوامع الحديثيّة بتعابير مختلفة ومتنوّعة ، منها : «كانَ اللّهُ ولا شَيءَ غَيرَه»۲ ؛ ومنها «كانَ إذ لَم يَكُن شَيءٌ غَيرَهُ»۳ ؛ ومنها «لَم يَزَلِ اللّهُ مَوجودا ثُمَّ كَوَّنَ ما أرادَ»۴ ؛ ومنها «كانَ اللّهُ ولا خَلقَ»۵ ؛ ومنها «لا شَيءَ قَبلَهُ ولا شَيءَ مَعَهُ في دَيمومِيَّتِهِ»۶ .
وهذا الضرب من الأَحاديث في مقام إِثبات تفرّد اللّه في الاتّصاف بصفة «القديم» وإِثبات حدوث العالم ، لا إِثبات صفة «القديم» فحسب .
ونُقل أَنّ الجُنيد حين سمع حديث «كانَ اللّهُ ولَم يَكُن مَعَهُ شَيءٌ» قال : «الآن كما كان»۷ . ويريد الجنيد بإضافته هذا اللفظ أَن يبيّن وحدة الوجود ، وأَن ليس في الدار غيره ديّار ، من هنا ليس مع اللّه شيء الآن كما لم يكن معه شيء من قبل ولا

1.راجع : ص ۶۷ ح ۵۰۶۸ .

2.منهم سلاّر في المراسم : ۹۶ . ويدلّ عليه ما رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه ۲ : ۷۷ / ۳۳۷ ، والشيخ في تهذيب الأحكام ۴ : ۱۵۸ / ۴۴۰ ، والاستبصار ۲ : ۶۴ / ۲۰۷ .

3.هذا الحكم إجماعيّ ، يدلّ عليه ما رواه الشيخ في تهذيب الأحكام ۶ : ۲۶۷ ـ ۲۶۸ / ۷۱۷ و۷۱۸ .

4.راجع : ص ۶۵ ح ۵۰۶۲ .

5.راجع : ص ۶۷ ح ۵۰۶۹ .

6.وهذا الحكم أيضا إجماعيّ ، ويدلّ عليه ما رواه الكليني في الكافي ۷ : ۳۹۲ / ۱۲ باب ما يجوز من شهادة النساء و ... ؛ والصدوق في من لا يحضره الفقيه ۳ : ۳۲ / ۱۰۱ ؛ والشيخ في تهذيب الأحكام ۶ : ۲۶۸ / ۷۲۰ ؛ والاستبصار ۳ : ۲۹ / ۹۲ .

7.راجع : ص ۶۸ ح ۵۰۷۴ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
68

كانَ الأَوَّلُ ذلِكَ الشَّيءَ لا هذا؟ وكانَ الأَوَّلُ أَولى بِأَن يَكونَ خالِقا لِلأَوَّلِ ۱ . ۲

۵۰۷۳.الكافي عن أبي هاشم الجعفري :كُنتُ عِندَ أَبي جَعفَرٍ الثّانِي عليه السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ : أَخبِرني عَنِ الرَّبِّ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَهُ أَسماءٌ وصِفاتٌ في كِتابِهِ؟ وأَسماؤُهُ وصِفاتُهُ هِيَ هُوَ؟
فَقالَ أَبو جَعفَرٍ عليه السلام : إِنَّ لِهذَا الكَلامِ وَجهَينِ؛ إِن كُنتَ تَقولُ : «هِيَ هُوَ» أَي إِنَّهُ ذو عَدَدٍ وكَثرَةٍ ، فَتَعالَى اللّهُ عَن ذلِكَ . وإِن كُنتَ تَقولُ : هذِهِ الصِّفاتُ وَالأَسماءُ لَم تَزَل ، فَإِنَّ «لَم تَزَل» مُحتَمِلٌ ۳ مَعنَيَينِ؛ فَإِن قُلتَ : لَم تَزَل عِندَهُ في عِلمِهِ وهُوَ مُستَحِقُّها ، فَنَعَم ، وإِن كُنتَ تَقولُ : لَم يَزَل تَصويرُها وهِجاؤُها وتَقطيعُ حُروفِها ، فَمَعاذَ اللّهِ أَن يَكونَ مَعَهُ شَيءٌ غَيرُهُ ، بَل كانَ اللّهُ ولا خَلقَ ، ثُمَّ خَلَقَها وَسيلَةً بَينَهُ وبَينَ خَلقِهِ ، يَتَضَرَّعونَ بِها إِلَيهِ ويَعبُدونَهُ ، وهِيَ ذِكرُهُ ، وكانَ اللّهُ ولا ذِكرَ ، وَالمَذكورُ بِالذِّكرِ هُوَ اللّهُ القَديمُ الَّذي لَم يَزَل . ۴

۵۰۷۴.الإمام الهادي عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَنِ التَّوحيدِ فَقيلَ لَهُ : لَم يَزَل اللّهُ وَحدَهُ لا شَيءَ مَعَهُ، ثُمَّ خَلَقَ الأَشياءَ بَديعا وَاختارَ لِنَفسِهِ الأَسماءَ، ولَم تَزَلِ الأَسماءُ وَالحُروفُ لَهُ مَعَهُ قَديمَةً؟ قالَ ـ: لَم يَزَلِ اللّهُ مَوجودا ثُمَّ كَوَّنَ ما أَرادَ . ۵

راجع : ج 4 ص 33 (الفصل الثالث : الأَوّل ، الآخِر) وص 183 (الحدوث)
و ص 196 (أُصول أَزليّة) .

1.وفي التوحيد : «للثاني» بدل «للأوّل» .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۲۰ ح ۲ ، التوحيد : ص ۱۸۶ ح ۲ ، عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۱۴۵ ح ۵۰ كلاهما عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۷۶ ح ۵ .

3.في التوحيد «يحتمل» .

4.الكافي : ج ۱ ص ۱۱۶ ح ۷ ، التوحيد : ص ۱۹۳ ح ۷ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۶۷ ح ۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۸۲ ح ۶۲ .

5.الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۸۵ ح ۳۲۵، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۶۰ ح ۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج5
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 85581
الصفحه من 382
طباعه  ارسل الي