127
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

كلام فيما يظهر منه نفي القضاء الموقوف

تدلّ أحاديث الباب السابق بوضوح على أنّ القضاء الإلهي ومقدّراته على نوعين: القضاء المحتوم الّذي لا يمكن تغييره ، والقضاء غير المحتوم الّذي من الممكن أن يتغيّر ؛ ولكن هناك إزاء هذه الأحاديث، روايات أُخرى تدلّ في الظاهر على نفي القضاء الموقوف وغير المحتوم ، ونتيجتها انحصار القضاء في القضاء المحتوم .
طوائف هذه الأحاديث : يمكن تقسيم هذه الأحاديث إلى عدّة مجاميع :
المجموعة الاُولى : الأحاديث الّتي تؤكّد أنّ قلم التقدير الإلهي قد عيّن كلّ ما يحدث حتّى القيامة وأنّ هذه الكتابة قد جفّت ، وهو إشارة إلى أنّ المقدّرات الإلهيّة محددة وغير قابلة للتغيير حتّى القيامة، وتسمّى هذه الطائفة من الروايات بأحاديث «جفّ القلم»، مثل مارواه ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، أنّه قال له :
إذا سَأَلتَ فَسَلِ اللّهَ ، وَإذا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللّهِ ، فَقَد جَفَّ القَلَمُ بِما هُوَ كان (إلى) يَومِ القِيامَةِ ، فَلَو جَهَدَ الخَلائِقُ أن يَنفَعُوكَ بِشَيءٍ لَم يَكتُبهُ اللّهُ لَكَ لَم يَقدِرُوا عَلى ذلِكَ ، وَلَو جَهَدَ الخَلائِقُ أن يَضُرّوكَ بِشَيءٍ لَم يَكتُبهُ اللّهُ عَلَيكَ لَم يَقدِروا عَلى ذلِكَ .۱

1.المعجم الكبير : ج ۱۱ ص ۱۷۸ ح ۱۱۵۶۰ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
126

عِندَ اللّهِ ، يُقَدِّمُ فيها ما يَشاءُ ويَمحو ما يَشاءُ ، ويُثبِتُ مِنها ما يَشاءُ ، لَم يُطلِع عَلى ذلِكَ أحَدا ـ يَعنِي المَوقوفَةَ ـ فَأَمّا ما جاءَت بِهِ الرُّسُلُ فَهِيَ كائِنَةٌ ، لا يُكَذِّبُ نَفسَهُ ولا نَبِيَّهُ ولا مَلائِكَتَهُ . ۱

۵۸۳۵.عنه عليه السلامـ في قَولِ اللّهِ تَعالى :«وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا»۲ـ: إنَّ عِندَ اللّهِ كُتُبا مَوقوتَةً ۳ يُقَدِّمُ مِنها ما يَشاءُ ويُؤَخِّرُ ما يَشاءُ ، فَإِذا كانَ لَيلَةُ القَدرِ ، أنزَلَ اللّهُ فيها كُلَّ شَيءٍ يَكونُ إلى لَيلَةٍ مِثلِها ، فَذلِكَ قَولُهُ : «وَ لَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا» إذا أنزَلَهُ وكَتَبَهُ كُتّابُ السَّماواتِ وهُوَ الَّذي لا يُؤَخِّرُهُ . ۴

۵۸۳۶.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل أخبَرَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِما كانَ مُنذُ كانَتِ الدُّنيا ، وبِما يَكونُ إلَى انقِضاءِ الدُّنيا ، وأخبَرَهُ بِالمَحتومِ مِن ذلِكَ ، وَاستَثنى عَلَيهِ فيما سِواهُ . ۵

۵۸۳۷.الغيبة عن عبد اللّه بن سنان :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام ـ وذَكَرَ البَداءَ للّهِِ ـ فَقالَ : فَما أخرَجَ اللّهُ إلَى المَلائِكَةِ ، وأخرَجَهُ المَلائِكَةُ إلَى الرُّسُلِ ، فَأَخرَجَهُ الرُّسُلُ إلَى الآدَمِيّينَ ، فَلَيسَ فيهِ بَداءٌ وإنَّ مِنَ المَحتومِ أنَّ ابني هذا هُوَ القائِمُ ۶ . ۷

راجع : ص 89 (القضاء والقدر المحتومان والموقوفان) .

1.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۱۷ ح ۶۵ عن الفضيل ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۹ ح ۵۸ .

2.المنافقون : ۱۱ .

3.في المصدر : «مرقومة» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

4.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۷۱ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۲ ح ۱۳ .

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۴۸ ح ۱۴ ، تفسير نور الثقلين : ج ۲ ص ۵۱۷ ح ۱۸۳ .

6.أي هو القائم بعده فيموضع الإمامة والاستحقاق لها دون القيام بالسيف (الغيبة للطوسي : ص ۵۳) .

7.الغيبة للطوسي : ص ۵۲ ح ۴۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 101224
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي