۸۲۷۸.تاريخ المدينة عن عكرمة :جاءَ عامِرٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَسَأَلَهُ الخِلافَةَ مِن بَعدِهِ ، وسَأَلَهُ المِرباعَ ۱ وسَأَلَهُ أشياءَ ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : زَحزِح قَدَمَيكَ لاتَنزِعكَ الرِّماحُ نَزعا عَنيفا ، وَاللّه ِ لَو سَأَلتَ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله سَبيبَةً ۲ مِن سَبيباتِ المَدينَةِ ما أعطاكَ ، فَوَلّى عامِرٌ غَضبانَ ، وقالَ : لأََملأََنَّها عَلَيكَ خَيلاً ورِجالاً ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «اللّهُمَّ إن لَم تَهدِ عامِرا فَاكفِنيهِ» ، فَأَخَذَتهُ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَكرِ ۳ ، فَجَعَلَ يُنادي يا آلَ عامِرٍ ! غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَكرِ !! حَتّى قَتَلَت عَدُوَّ اللّه ِ . ۴
18 / 7
عُتَيبَةُ بنُ أبي لَهَبٍ
۸۲۷۹.دلائل النبوّة عن ابن طاووس عن أبيه :لَمّا تَلا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى»۵ قالَ عُتَيبَةُ بنُ أبي لَهَبٍ : كَفَرتُ بِرَبِّ النَّجمِ !
فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : سَلَّطَ اللّه ُ عَلَيكَ كَلبا مِن كِلابِهِ .
قالَ : فَحَدَّثَني موسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ عَن أبيهِ ، قالَ : خَرَجَ عُتَيبَةُ مَعَ أصحابِهِ في عيرٍ إلَى الشّامِ حَتّى إذا كانوا بِالشّامِ فَزَأَرَ الأَسَدُ ، فَجَعَلَت فَرائِصُهُ ۶ تُرعَدُ ، فَقيلَ لَهُ : مِن أيِّ شَيءٍ تُرعَدُ ؟ فَوَاللّه ِ ما نَحنُ وأنتَ إلّا سَواءٌ .
فَقالَ : إنَّ مُحَمَّدا دَعا عَلَيَّ ، لا وَاللّه ِ ما أظَلَّتِ السَّماءُ عَلى ذي لَهجَةٍ أصدَقَ مِن مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ وَضَعُوا العَشاءَ فَلَم يُدخِل يَدَهُ فيهِ ، ثُمَّ جاءَ النَّومُ فَحاطوهُ بِمَتاعِهِم ووَسَّطوهُ بَينَهُم وناموا ، فَجاءَهُمُ الأَسَدُ يَهمِسُ يَستَنشِقُ رُؤوسَهُم رَجُلاً رَجُلاً ، حَتَّى انتَهى إلَيهِ فَضَغَمَهُ ۷ ضَغمَةً كانَت إيّاها ، فَفَزِعَ وهُوَ بِآخِرِ رَمَقٍ وهُوَ يَقولُ : ألَم أقُل لَكُم إنَّ مُحَمَّدا أصدَقُ النّاسِ ؟ وماتَ . ۸
1.المِرباع : هو ربع الغنيمة ، يقال ربعتُ القوم : إذا أخذت ربع أموالهم ؛ وكان الملك يأخذ الربع من الغنيمة في الجاهليّة دون أصحابه (النهاية : ج ۲ ص ۱۸۶ «ربع») .
2.السبيبة : شُقّة من الثياب أيّ نوع كان . وقيل : هي من الكتّان (النهاية : ج ۲ ص ۳۲۹ «سبب») .
3.قال ابن الأثير : في الحديث : «أنّه ذكر الطاعون فقال : غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَعيرِ» ، الغُدّة : طاعون الإبل ، وقلَّما تسلم منه ، يقال : أغَدَّ البعيرُفهو مُغِدٌّ . والبَكْر : الفتيُّ من الإبل بمنزلة الغلام من الناس (النهاية : ج ۳ ص ۳۴۳ «غدد» وج ۱ ص ۱۴۹ «بكر») .
4.تاريخ المدينة : ج ۲ ص ۵۱۸ وراجع : إعلام الورى : ج ۱ ص ۲۵۰ .
5.النجم : ۱ .
6.الفَريصة : اللحم الذي بين الكتف والصدر ، وترعد فرائصه : أي ترجف (لسان العرب : ج ۷ ص ۶۴ «فرص») .
7.الضَّغم : العضّ الشديد ، وبه سمّي الأسدُ ضيغَما ، بزيادة الياء (النهاية : ج ۳ ص ۹۱ «ضغم») .
8.دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ۴۵۷ ح ۳۸۳ ؛ الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۱۷ ح ۱۹۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۴۱ ح ۸۸ .