359
حكم النّبيّ الأعظم ج4

ب ـ العلاقة

يتمثّل الأدب الثاني للإيثار بوجود علاقة تشدّه بما يؤثر به ۱ ، وإلّا فمع غياب هذه الصلة لا معنى لـ «تقديم الآخرين» ولن يتحقّق هذا المعنى في واقع مثل هذه الممارسة، وهذا الأدب هو ممّا يمكن استنباطه من تعريف الإيثار أيضا.

ج ـ تقديم الأقرباء

من الآداب الاُخرى للإيثار تقديم الأقرباء ومن يجب على الإنسان النهوض بنفقتهم شرعا ويتحتّم عليه تأمين احتياجاتهم الحيويّة ۲ ، هذا الأدب يمكن أن نستخرجه من تعريف الإيثار أيضا، وبالتحديد عبر إضافة قيد «بحقّه» إليه؛ ذلك أنّ تقديم الآخرين على «الأقرباء» لا يصحّ عقلاً ولا شرعا.

د ـ الإيمان

من الآداب الاُخرى التي تؤطّر هذه الخصلة الكريمة، هي تقديم أهل الإيمان، وإلّا فإنّ تقديم الآخرين بلا قيد الإيمان لا يعدّ «حقّا»، كما جاء ذلك عن الإمام عليّ عليه السلام في قوله:
عامِل سائِرَ النّاسِ بِالإِنصافِ ، وعامِلِ المُؤمِنينَ بِالإِيثارِ.۳

ه ـ تقديم الأحوج

يدخل هذا الأدب كذلك في مقوّمات الإيثار، وإلّا فإنّ تأمين الاحتياجات الثانوية للآخرين على حساب التضحية بالاحتياجات الأساسية للمؤثِر نفسه والتفريط بها

1.راجع: موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ ( الإيثار / الفصل الرابع : آداب الإيثار : حبّ المؤثَر بهِ ) .

2.راجع: موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ ( الإيثار / الفصل الرابع : آداب الإيثار : البدء بالعيال ) .

3.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ ( الإيثار / الفصل الرابع : آداب الإيثار : ح ۶۰ ) .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
358

لهذه الخصلة الكريمة في جملة واحدة، وهو يسجّل:
«وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » . ۱
فإذن يبرز «الفلاح» في طليعة بركات الإيثار ويأتي في عداد أهمّ المنافع المترتّبة على مواجهة الأثرة والأنانية والشحّ؛ والفلاح في حقيقته عبارة عن الظفر وإدراك جميع المبتغيات الحقيقية الفردية والاجتماعية . ۲

5 . آداب الإيثار

ذكرنا في تعريف الإيثار أنّ هذه الخصلة الكريمة تعني: «تقديم الشيء بحقّه»؛ وهذا التعريف يستبطن في محتواه جميع مبادئ آداب الإيثار التي سيأتي ذكرها في الفصل الرابع ، وبهذا يتّضح أنّ رعاية هذه الآداب والالتزام بها، هو الشرط اللازم لتحقّق مفهوم الإيثار بوصفه قيمة أخلاقية مهمّة.
واُصول هذه الآداب، هي:

أ ـ الإخلاص

الأدب الأوّل الذي يؤطّر الإيثار هو الإخلاص ۳ ، فمع غياب الإخلاص عن هذه الممارسة لا يتحقّق مفهوم «تقديم الآخر» ، فلو وهب الإنسان إنسانا آخر شيئا هو بحاجة إليه لكن بدافع غير إلهي فسيكون في الواقع كمن قدّم ذلك الشيء إلى نفسه، إذ هو في حقيقة الأمر قد استجاب إلى دافعه النفسي، وإنّ أنانيته هي التي دفعت به إلى هذه الممارسة، وهي الحافز الكامن وراءه.

1.الحشر: ۹.

2.الفلاح: الظفر وإدراك بُغية، وذلك ضربان : دنيوي واُخروي (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۴۴ «فلح»)و راجع تمام الكلام.

3.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۱ ( الإيثار / الفصل الرابع : آداب الإيثار : الإخلاص ) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 201212
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي