كلام حول «البركة»
البَرَكة في اللغة بمعنى دوام الخير وثبوته بالزيادة والنماء. ۱ لهذا فسّر ابن عبّاس البركة بالكثرة والنماء في كلّ خير كان ۲ ، كما فسّر رسول اللّه صلى الله عليه و آله لفظ «مُبارَك» ب «نفّاع». ۳
لقد كتب العلّامة الطباطبائي قدس سره بعد نقل كلام الراغب الأصفهاني حول البركة ۴ ، ما نصّه: «فالبركة بالحقيقة هي الخير المستقرّ في الشيء اللازم له، كالبركة في النسل وهي كثرة الأعقاب أو بقاء الذكر بهم خالدا ، والبركة في الطعام أن يشبع به خلق كثير مثلاً ، والبركة في الوقت أن يسع من العمل ما ليس في سعة مثله أن يسعه». ۵
ملاحظة عامّة للقسم الثاني من هذه المجموعة تُومئ إلى المدى الذي بلغه استعمال لفظ البركة في القرآن والحديث ، والمجالِ الذي امتدّ إليه هذا الاستعمال على مختلف الصعُد والأبعاد ؛ من هنا تبرز الأهميّة الاستثنائية الفائقة التي تحظى بها
1.جاء في معجم مقاييس اللغة : «الباء والراء والكاف أصل واحد ، وهو ثبات الشيء ، ثمّ يتفرّع فروعا يُقارب بعضها بعضا» . وقال الخليل : «البَرَكة من الزيادة والنماء» . وفي قاموس اللغة : «البَرَكة : النماء والزيادة» ، كما جاء في مجمع البيان أيضا : «البَرَكة ثبوت الخير بنمائه» (ج ۱۰ ، ص ۷۳) .
2.لسان العرب : ۱۰ / ۷۶۶ .
3.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الثاني/ الفصل الثاني : الإنسان والبركة : ح۹۲۶) .
4.مفردات ألفاظ القرآن : مادّة «برك» .
5.الميزان في تفسير القرآن : ج ۷ ص ۳۸۱ .