3 . دور اختيار الإنسان في عالم الذرّ في سعادته وشقائه
إنّ المعنى الثالث الّذي قُدّم للحديث المذكور ، هو أنّ اختيار الإنسان في عالم الذرّ الّذي كان قبل العالم الحالي، يؤثّر في تكوين سجيّته، وذلك وفقا لعدد من الروايات، بمعنى أنّ الأشخاص الّذين اختاروا في ذلك العالم الطريق الصحيح، فإنّ سجيّتهم في هذا العالم تميل أيضا إلى اختيار الطريق الصحيح الّذي يؤدّي إلى سعادتهم، وأمّا اُولئك الّذين اختاروا الطريق المعوجّ ، فإنّهم يميلون بطبيعتهم إلى الأعمال القبيحة الّتي تستوجب شقاءهم . ولكنّ اُولئك الّذين يميلون إلى الشرّ ، بإمكانهم أن يختاروا الطريق الصحيح ، واُولئك الّذين يميلون إلى الخير من الممكن أن يختاروا الطريق المنحرف، دون أن يكون هناك جبر أي في البين .
حصيلة البحث
يبدو أنّ معنى الحديث المذكور هو المعنى الأوّل الّذي ورد في حديث الإمام الكاظم عليه السلام ، والتفسير الثاني يعود أيضا إلى المعنى الأوّل أيضاً ، وأمّا التفسير الثالث، فإنّ انطباقه على الحديث «السَّعيدُ سَعيدٌ في بَطنِ اُمِّهِ ...» مشكل، فضلاً عن أنّه يقوم على وجود عالم الذرّ ، وهو بحاجة إلى البحث والدراسة.
وممّا يجدر ذكره أنّ الروايات الاُخرى الّتي وردت في الباب السابق يمكن أن يُستند إليها في تفسير هذا الحديث وتبيينه، رغم أنّها لم تشر إلى معناه.