109
حكم النّبي الأعظم ج1

وأيّ جاهل ذاك الذي نعته القرآن الكريم ب «شرّ الدوابّ» ووصفه الإمام عليّ عليه السلام ب «الميّت بين الأحياء» .

مفاهيم الجهل

هنالك أربعة معانٍ للجهل المذموم ، هي :
أوّلًا : مطلق الجهل .
ثانيا : الجهل بعموم العلوم والمعارف المفيدة البنّاءة .
ثالثا : الجهل بأهمّ المعارف الضروريّة للإنسان .
رابعا : الجهل كقوّة مقابلة للعقل .
وإليك في ما يليتوضيحا لهذه المعاني :

1 . مطلق الجهل

على الرغم ممّا يتبادر إلى الذهن في الوهلة الاُولى من أنّ مطلق الجهل ضارّ ومذموم ، لكن يتّضح من خلال التأمّل أنّه ليس كلّ جهلٍ مذموما ولا كلّ علم محمودا ، بل إنّ العلم شطر منه نافع بنّاء ، وشطر منه ضارّ مهلك ، ولهذا السبب حرّم الإسلام السعي لإدراك كنه بعض الاُمور والخفايا .
وقد ورد مزيد من الإيضاحات لهذا الموضوع في الأحاديث المنقولة في باب «أحكام الجاهل» في هذا الفصل ۱ ، وفي الفقرة «ما يحرم تعلّمه» من أحكام التعلّم ۲ ، وكذا في الفقرة «السؤال عمّا قد يضرّ جوابه» من آداب السؤال . ۳

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الرابع : أحكام الجاهل) .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۲ (المعرفة / القسم الثامن : تحصيل المعرفة / الفصل الخامس / ما يحرم تعلمه) .

3.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۲ (المعرفة / القسم الثامن : تحصيل المعرفة / الفصل الرابع : آداب السؤال / ما لا ينبغي فيه / السؤال عمّا قد يضرّ جوابه) .


حكم النّبي الأعظم ج1
108

يتحقّق المجتمع الإنسانيالمنشود .
فهذا الدين يعتبر الجهل سبب كلّ شرّ ۱ ، وأنّه أكبر وبال ۲ ، وأفتك الأمراض ۳ ، وأعدى الأعداء ۴ ، وأنّ الجاهل شرّ الدوابّ ، بل هو ميّتٌ بين الأحياء ۵ .
ومن أجل الاستيعاب الصحيح لمعاني الآيات والأحاديث الواردة في ذمّ الجهل والجاهل وصفاته وأحكامه وضرورة القضاء على الجهل ، لابدّ ـ ابتداءً ـ من معرفة المعنى المراد منه .
وهل كلّ جهل ـ في رأي الإسلام ـ مذموم وخطير ، أم الجهل بمعناه الخاصّ ؟ وإذا كان الشقّ الثاني من السؤال هو الصحيح ، فلابدّ من تحديد طبيعة ذلك الجهل .
فأيّ جهل يعتبر مصدرا لكلّ الشرور؟
وأيّ جهل يعدّ الوبال الأكبر؟
وأيّ جهل ذاك الذي يحتسب كأفتك الأمراض وأعتاها؟
وأيّ جهل هو الفقر الأكبر؟
وأيّ جهل هو أعدى الأعداء؟

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الثالث : آثار الجهل / الشرور : ح ۹۱۰) .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الأوّل : ذمّ الجهل / أعظم المصائب) .

3.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الأوّل : ذمّ الجهل / أسوأ السقم) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الأوّل : ذمّ الجهل / أضرّ الأعداء) .

5.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۱ (المعرفة / القسم الثالث : الجهل / الفصل الثالث : آثار الجهل / موت النفس : ح ۹۲۲) .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214423
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي