والباحثون والكتّاب بكلّ ما اُوتوا من قوّة ضربة قاصمة إلى معسكر المؤامرات والغزو الثقافي والفكري المخطّط له من قبل أعداء الإسلام ، وأن يعرّفوا العالم بشخصية النبيّ المشرقة ، والمعارف والحقائق النبويّة العميقة ، من خلال استعراض الأبعاد المختلفة لسيرته صلى الله عليه و آله السامية ، تلك الشخصية التي لا مثيل ولا بديل لها ، استنادا إلى القرآن الكريم والمصادر الأصيلة والتعاليم الإسلامية القيّمة والقويمة كي تكون مشعلاً وضاءا في طريق البشر .
تقرير إجمالي عن الكتاب
كتاب حِكَمُ النَّبيِّ الأعظم ، هو ثاني كتاب قام بتأليفه رئيس مركز دراسات علوم ومعارف الحديث ، باتّجاه الأهداف المذكورة ، وبهدف إبراز جوانب من المعارف النبويّة وتقديم صورة واضحة عنها ، ومن أجل التعريف بشخصية النبيّ الأعظم وسيرته باُسلوب جديد ومنهج حديث . وسوف نعرض أبحاثه ضمن 10 أقسام :
القسم الأوّل : الحِكَم العقلية والعلمية
الباب الأوّل : العقل والجهل
العقل الإنساني هو أفضل النعم الإلهيّة وأهمّها في وجود الإنسان ، وقد ذُكر في المصادر الروائية وتعاليم أئمّة الدين باسم «الحجّة الباطنة» ، واستنادا إلى بعض الروايات فإنّ «العقل» يتبوّأ مكانة سامية للغاية ومنزلة رفيعة في مقدّمة القيم .
حتى إنّ بعض المحدّثين بدأوا كتبهم الروائية بروايات «العقل» .
وقد قمنا في القسم الأوّل من هذا الكتاب وقبل إيراد الأحاديث والأقوال الحِكَمية للنبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ، بدراسة معنى «العقل» من الناحية اللغوية ، ومن منظار الروايات الإسلامية ، وأوضحنا أنّ كلمة «العقل» استُخدمت في النصوص الإسلامية بمعنى إدراكات الإنسان تارةً ، وبمعنى نتاج إدراكاته اُخرى . كما تمّ بيان المراد من «العقل النظري» و«العقل العملي» ، و«الفرق بين العاقل والعالم» ، و «خطر العلم دون العقل» .