485
حكم النّبي الأعظم ج1

إِنّ التراب من وجهة النظر القرآنية عبارة عن عصارة الطين ۱ والماء ۲ والعَلق ۳ والنطفة ، وتلك مبادئ خلق الإنسان التي تجعل من العقل حين يتأَمّلها ويتأَمّل السير التكاملي للتراب حتّى يصير إِنسانا كاملاً ، لا مناص له إِلّا الاعتراف بالخالق القادر الحكيم ، وممّا يجدر ذكره أنّه قبل أَربعة عشر قرنا وفي الأجواء التي كان الناس يعتقدون فيها بأن المرأة هي مجرد وعاء لخلق الإنسان وليس لها أي دور في وجوده ، ۴ إِنّ القرآن الكريم يصرّح بواضح العبارة بأنّ النواة الأُولى في خلق الإنسان مَزيجٌ من نطفة الرجل والمرأة ، قال تعالى :
«إِنَّا خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ» . ۵

2 . تصوير الجنين

بعد تكميل المواد اللازمة لإنشاء البدن وتهيئتها لأَجل تصوير الجنين ، يفصل الخالق العالم القادر خلايا الدماغ والعين والأُذن والقلب واليد والرِّجْل وسائر الأَعضاء بعضها عن بعض ، وتتعرف كلّ واحدة على واجبها ، ثُمّ يصوّره وفق ماتوجبه حكمته البالغة ، قال تعالى :
«هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمْ فِى الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» . ۶

3 . إيجاد الحياة

إِنّ القرآن الكريم يوعز في موارد متعددة ۷ ظاهرة الحياة العجيبة إِلى خالق الكون

1.«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْاءِنسَـنَ مِن سُلَــلَةٍ مِّن طِينٍ» . المؤمنون : ۱۲ .

2.«وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا» . الفرقان : ۵۴ .

3.«خَلَقَ الْاءِنسَـنَ مِنْ عَلَقٍ» . العلق : ۲.

4.كما يقول الشاعر : بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد (المغنى لابن قدامة ، ج۶ ص۲۰۷) .

5.الدهر : ۲ .

6.آل عمران : ۶ .

7.راجع : البقرة : ۲۸ و ۲۵۸ ، النجم : ۴۴ ، الحجّ : ۶۶ ، ق : ۴۳ ، الأعراف : ۱۵۸ ، التوبة : ۱۱۶ ، يونس : ۳۱ و ۵۶ ، المؤمنون : ۸۰ ، غافر : ۶۸ ، الدخان : ۸ ، الحديد : ۲ ، الجاثية : ۲۶ ، الأنعام : ۹۵ ، آل عمران : ۲۷ .


حكم النّبي الأعظم ج1
484

تأمّلات حول آيات معرفة اللّه في خلق الإنسان

من وجهة النظر القرآنية في خلق الإنسان آيات بيّنات ودلالات واضحات تقوده إِلى معرفة اللّه سبحانه ، وهذا يعني أن الإنسان لا يمكن أن يرى نفسه دون أن يرى ربّه ، أو يكون عارفا بنفسه وغير عارفٍ بربّه ، ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدّث عن هذا الموضوع ، يمكن تقسيمها موضوعيا إِلى تسعة أقسام ، فيما يلي توضيح موجز ۱ حول هذه الآيات :

1 . خلق الإنسان من تراب

إِنّ الباحث في كيفية السير التكاملي للتراب والتفاعلات الّتي تحدث في هذه المادة الجامدة حتّى تصير إِنسانا ، يلاحظ مدى النظم والحكمة والتدبير ، بالقدر الذي لو كان يتحلّى بأَدنى حدٍّ من الإنصاف فليس له إِلّا الاعتراف بالخالق الحكيم والإذعان للمدبّر العالم القادر .
فالقرآن الكريم يتضمّن نظريات دقيقة تلفت النظر حول المواد الأَوليّة الّتي تشكّل النواة الأُولى لخلق الإنسان ، وقد أَذعن التطور العلمي بصحّتها وصحّة ارتباط هذا الكتاب السماوي بمصدر الوحي الإلهي .

1.لأجل المزيد من الاطلاع حول توضيح هذه الآيات ، راجع كتابنا : مبانى خداشناسى (بالفارسية) وسائر كتب التفسير .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 216436
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي