545
حكم النّبي الأعظم ج1

الأَحد والواحد في القرآن والحديث

لقد وُصِف تعالى في القرآن الكريم بصفة الأَحد مرّة واحدة في سورة التَّوحيد ، ووُصِف «21» مرّة بصفة الواحد في مواضع مختلفة من سور القرآن الكريم ، ولم يرد في الحديث ثمّة تفاوت بين الأَحد والواحد ، وقد نُقل عن الإمام الباقر عليه السلام قوله : «الأَحَدُ والواحِدُ بِمَعنى واحِدٍ ، وهُوَ المُتَفَرِّدُ الَّذي لا نَظيرَ لَهُ» . ۱

الكتاب

«يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ لَا تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَـامِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُواْ ثَلَـثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَـهٌ وَ حِدٌ سُبْحَـنَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً » . ۲

«لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلَا إِلَـهٌ وَ حِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَـيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» . ۳

« اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلَا لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَ حِدًا لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ سُبْحَـنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ » . ۴

راجع : البقرة : 133 ، يوسف : 39 ، إبراهيم : 48 و 52 ، النحل : 22 ، الأنبياء : 108، الحجّ : 34 ، العنكبوت : 46 ، الصافّات : 4 ، الزمر : 4 ، غافر : 16 ، فصلّت : 6 .

الحديث

۱۲۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: اللّهُمَّ أَنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ . ۵

1.التوحيد : ص ۹۰ ح ۲ .

2.النساء : ۱۷۱ .

3.المائدة : ۷۳ .

4.التوبة : ۳۱.

5.الإقبال: ج ۱ ص ۱۴۶ ، بحار الأنوار: ج ۹۸ ص ۷۴ ح ۲ .


حكم النّبي الأعظم ج1
544

الإحاطَةَ بِهِ ؟! جَلَّ عَمّا يَصِفُهُ الواصِفونَ ، نَأى ۱ في قُربِهِ وقَرُبَ في نَأيِهِ، كَيَّفَ الكَيفِيَّةَ؛ فَلا يُقالُ لَهُ: كَيفَ، وأَيَّنَ الأَينَ ؛ فَلا يُقالُ لَهُ: أَينَ،وهُوَ مُنقَطِعُ الكَيفِيَّةِ فيهِ وَالأَينونِيَّةِ، فَهُوَالأَحَدُ الصَّمَدُ كَما وَصَفَ نَفسَهُ، وَالواصِفونَ لا يَبلُغونَ نَعتَهُ، لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أَحَدٌ. ۲

3 / 5

الأَحَدُ

الأَحد والواحد لغةً

«الأَحد» : صفة مشبّهة ، و«الواحد» : اسم فاعل ، وكلاهما مشتقّان من مادة «وحد» ، وهو يدلّ على الانفراد ۳ ، وبما أنّ دلالة الصفة المشبهّة على الجذر والمادّة أَكثر وأَقوى من دلالة اسم الفاعل ، لذا فإنّ دلالة «الأَحد» على الانفراد أَكثر من دلالة «الواحد» ، ومن الطبيعي هناك تفاوت بين الصفتين في مقام الاستعمال ، بحيث لا يمكن استعمال إِلّا إِحدى الصفتين في بعض الموارد ، مثلاً لم تستعمل كلمة «أَحد» في مقام الوصف لغير اللّه تعالى ، بينما استعملت «أَحد عشر» ولم تستعمل «واحد عشر» ، وقال أبو إسحاق النحوي : «إنّ الأحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد والواحد اسم لمفتتح العدد وأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإثبات» ۴ ، وبغضّ النظر عن هذه النكات فإنّ الأَحد بمعنى الواحد ، لذا صرّح الجوهري بأنّ الأَحد بمعنى الواحد ۵ ، ويقول الفيومي : الواحد هو الأَحد . ۶

1.نأى : بَعُد (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۰) .

2.كفاية الأثر : ص ۱۲ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۸۳ .

3.معجم مقاييس اللغة : ج ۶ ص ۹۰ ، المصباح المنير : ص ۶۵۰ ، الصحاح : ج ۲ ص ۵۴۷ .

4.لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۸ .

5.الصحاح : ج ۳ ص ۴۴۰ .

6.المصباح المنير : ص ۶۵۰ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 214289
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي