321
مكاتيب الأئمّة ج6

70

كتابه عليه السلام إلى أبي عون الأبرش

في النياح على الميّت وشقّ الثوب

۰.حدّثنا جَماعةٌ كلّ واحد منهم يحكي أنّه دخل الدار ـ أي دار أبي الحسن عليه السلام يوم وفاته ـ وقد اجتمع فيها جملة ( جُلُّ ) بني هاشم من الطالبيّين والعبّاسيّين ( والقُوّاد وغيرهم ) ، واجتمع خلقٌ من الشيعة ، ولم يكن ظهر عندهم أمرُ أبي محمّد عليه السلام ولا عرف خبره إلّا الثقات الّذين نصّ أبو الحسن عليه السلام عندهم عليه ، فحكوا أنّهم كانوا في مصيبة وحَيرة ، فهم في ذلك إذ خرج من الدار الداخلة خادم فصاح بخادمٍ آخر : يا رَيّاش ، خذ هذه الرقعة وامض بها إلى دار أمير المؤمنين ، وادفعها إلى فلان وقل له : هذه رقعة الحسن بن عليّ عليه السلام .
فاستشرف الناس لذلك ، ثمّ فُتح من صدر الرواق باب وخرج خادم أسود ، ثمّ خرج بعده أبو محمّد عليه السلام حاسراً مكشوف الرأس مشقوق الثياب ، وعليه مُبَطّنة ( مُلحَمٌ) بيضاء ، وكأنّ وجهه وجه أبيه عليه السلام لا يخطئ منه شيئاً ؛ وكان في الدار أولاد المتوكّل وبعضهم ولاة العهود ، فلم يبق أحدٌ إلّا قام على رجله ، ووثب إليه أبو محمّد الموفّق فقصده أبو محمّد عليه السلام فعانقه ، ثمّ قال له : مرحباً بابن العمّ .
وجلس بين بابي الرواق ، والناس كلّهم بين يديه ، وكانت الدار كالسوق بالأحاديث ، فلمّا خرج وجلس أمسك الناس ، فما كنّا نسمع شيئاً إلّا العطسة والسعلة ، وخرجت جارية تندب أبا الحسن عليه السلام ، فقال أبو محمّد عليه السلام :
ما هاهُنا مَن يَكفِينَا مَؤُونَةَ هَذِهِ الجاهِلَةِ ( الجَارِيَةِ ).
فبادر الشيعة إليها فدخلت الدار ، ثمّ خرج خادم ، فوقف بحذاء أبي محمّد عليه السلام ، فنهض عليه السلام وأُخرجت الجنازة ، فوقف يمشي حتّى أُخرج بها إلى الشارع الّذي بإزاء دار موسى بن بقا ، وقد كان أبو محمّد صلّى عليه قبل أن يخرج إلى الناس ، وصلّى عليه لمّا أُخرج المعتمد ، ثمّ دفن في دار من دوره .


مكاتيب الأئمّة ج6
320

69

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن الحسن

في حدّ الماء الّذي يُغسّل به الميّت

۰.محمّد بن يحيى قال : كتب محمّد بن الحسن۱إلى أبي محمّد عليه السلام في الماء الّذي يُغسّل به الميّت كم حدّه ؟ فوقّع عليه السلام :حَدُّ غُسلِ المَيِّتِ يُغسَلُ حَتَّى يَطهُرَ إِن شَاءَ اللّهُ .
قال وكتب إليه : هل يجوز أن يُغسّل الميّت وماؤُه الّذي يُصبّ عليه يدخل إلى بِئرٍ كنيف ، أو الرجل يتوضّأ وضوء الصلاة أن يُصبّ ماء وضوئه في كنيف ؟ فوقّع عليه السلام :
يَكُونُ ذَلِكَ فِي بَلالِيعَ ۲ . ۳

۰.وفي روايةٍ اُخرى : محمّد بن الحسن الصفّار قال : كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السلام : كم حدّ الماء الّذي يُغسّل به الميّت ، كما روَوا أنّ الجُنب يغتسل بستّة أرطالٍ ، والحائض بتسعة أرطالٍ ، فهل للميّت حدٌّ من الماء الّذي يُغسّل به ؟ فوقّع عليه السلام :حَدُّ غُسلِ المَيِّتِ يُغَسَّلُ حَتَّى يَطهُرَ ، إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَى . ۴

1.. اُنظر ترجمته في الرقم ۶۷ .

2.. بلاليع : جمع البالوعة .

3.. الكافي : ج۳ ص۱۵۰ ح۳ ، تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۳۱ ح۱۳۷۸ ، وسائل الشيعة : ج۱ ص۴۹۱ ح۱۲۹۷ .

4.. تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۳۱ ح۱۳۷۷ ، الاستبصار : ج۱ ص۱۹۵ ح۱۱۶ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۱۴۱ ح۳۹۳ وفيه : « كتب محمّد بن الحسن الصفّار إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام : كم حدّ الماء الّذي يُغسل به الميّت . . . وهذا التوقيع في جملة توقيعاته عندي بخطّه عليه السلام في صحيفة » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109229
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي