323
مكاتيب الأئمّة ج6

يَا أَحمَقُ ، مَا أَنتَ وَذَاكَ ؟ قَد شَقَّ مُوسَى عَلَى هَارُونَ عليهماالسلام ، إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَن يُولَدُ مُؤمِناً ويَحيَا مُؤمِناً وَيَمُوتُ مُؤمِناً ، وَمِنهُم مَن يُولَدُ كَافِراً وَيَحيَا كَافِراً وَيَمُوتُ كَافِراً ، وَمِنهُم مَن يُولَدُ مُؤمِناً وَيحيَا مُؤمِناً وَيَمُوتُ كَافِراً ، وَإِنَّكَ لَا تَمُوتَ حَتَّى تَكفُرَ وَيَتَغَيَّرَ عَقلُكَ .
فما مات حتّى حجبه وُلدُه عن الناس وحبسوه في منزله ، في ذهاب العقل والوسوسة وكثرة التخليط ، ويَرِدُ على الإمامة ، وانكشف عمّا كان عليه . ۱

باب الصّلاة

71

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن عبد الجبّار

في لباس المصلّي

۰.محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن عبد الجبّار۲، قال : كتبتُ إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله : هل يُصلّى في قلنسوة عليها وَبَر ما لا يؤكل لحمه أو تِكّة حريرٍ أو تِكّةٍ من وَبَر الأرانب ؟ فكتب عليه السلام :لا تَحِلُّ الصَّلَاةُ فِي الحَرِيرِ المَحضِ ، وَإِن كَانَ الوَبَرُ ذَكِيَّاً حَلَّت الصَّلَاةُ فِيهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَى . ۳

1.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۴۲ الرقم ۱۰۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۱۹۱ ح ۴ نقلاً عنه ، وراجع : المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۴۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۷۹ ص ۸۵ ح ۳۰ .

2.. هو محمّد بن أبي الصهبان ، وعبدالجبّار كُنية لأبي الصهبان ، قمّي ، ثقة ، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أبي جعفر الثاني ، وفي أصحاب أبي الحسن الثالث ، وفي أصحاب أبي محمّد العسكريّ عليهم السلام ووثّقه ( راجع : رجال الطوسي : ص۳۷۸ الرقم ۵۶۱۲ وص۳۹۱ الرقم ۵۷۶۵ ، وص۴۰۱ الرقم ۵۸۸۷ ، رجال البرقي : ص۵۹ ) .

3.. تهذيب الأحكام :ج۲ ص۲۰۷ ح۸۱۰ ، الاستبصار :ج۱ ص۳۸۳ ح۱۱ ، وسائل الشيعة :ج۴ ص۳۷۷ ح۵۴۴۲ .


مكاتيب الأئمّة ج6
322

واشتدّ الحرّ على أبي محمّد عليه السلام ، وضغطه الناس في طريقه ومنصرفه من الشارع بعد الصلاة عليه ، فصار في طريقه إلى دكّان لبقّال رآه مرشوشاً فسلّم واستأذنه في الجلوس ، فأذن له وجلس ، ووقف الناس حوله ، فبينا نحن كذلك إذ أتاه شابّ حسن الوجه نظيف الكسوة على بغلة شهباء على سرج ببرذون أبيض قد نزل عنه ، فسأله أن يركبه ، فركب حتّى أتى الدار ، ونزل وخرج في تلك العشيّة إلى الناس ما كان يحزم عن أبي الحسن عليه السلام ، حتّى لم يفقدوا منه إلّا الشخص .
وتكلّمت الشيعة في شقّ ثيابه ، وقال بعضهم : رأيتم أحداً من الأئمّة عليهم السلام شقّ ثوبه في مثل هذه الحال ؟ فوقّع إلى مَن قال ذلك :
يَا أَحمَقُ مَا يُدرِيكَ مَا هَذَا ؟ قَد شَقَّ مُوسَى عَلَى هَارُون عليهماالسلام . ۱
وفي رجال الكشّي : أحمد بن عليّ بن كلثوم السرخسي ، قال : حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصري ، قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن شمّون ، وغيره ، قال : خرج أبو محمّد عليه السلام في جنازة أبي الحسن عليه السلام وقميصه مشقوق ، فكتب إليه أبو عون الأبرش ۲ قرابة نجاح بن سلمه : من رأيت أو بلغك من الأئمّة شقّ ثوبه في مثل هذا ؟ فكتب إليه أبو محمّد عليه السلام : يَا أَحمَقُ . . . ۳
وفي رواية اُخرى : أحمد بن علي قال : حدّثني إسحاق ، قال : حدّثني إبراهيم بن الخضيب الأنباريّ قال : كتب أبو عون الأبرش قرابة نجاح بن سلمه إلى أبي محمّد عليه السلام : إنّ الناس قد استوحشوا من شقّك ثوبك على أبي الحسن عليه السلام ، فقال :

1.. إثبات الوصيّة للمسعوديّ : ص ۲۵۷ .

2.. الحسن بن النضر ، وعدّه الشيخ من أصحاب مولانا الحسن العسكريّ عليه السلام قائلاً : الحسن بن النضر أبو عون الأبرش ( رجال الطوسي : ص ۳۹۹ الرقم ۵۸۴۴ ) . ويظهر من الخبر ذمّه ( خلاصة الأقوال : ص ۴۳۲ الرقم ۱۷ ) والخبر ضعيف ( معجم رجال الحديث : ج ۶ ص ۱۶۲ الرقم۳۱۸۰ ) . ذكره ابن داوود في باب الكنى من القسم الثاني قائلاً : إنّه مذموم ( رجال ابن داوود : ص ۳۳ الرقم ۲۲ ) .

3.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۴۲ الرقم ۱۰۸۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۱۹۱ ح ۳ نقلاً عنه ، وراجع : كشف الغمّة : ج۲ ص۴۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۹ ص ۸۵ ح ۲۸ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109707
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي