395
مكاتيب الأئمّة ج6

عَلى رُكُوبِ مُخَالَفَتِكَ ، وَاستَعَانَ بِرِفدِكَ عَلى فَلِّ حَدِّكَ ، وَقَصَدَ لِكَيدِكَ بِأَيدِكَ ، وَوَسِعتَهُ حِلماً لِتَأخُذَهُ عَلى جَهرَةٍ ، وَ[ أَو ] تَستَأصِلَهُ عَلى عِزَّةٍ [ غِرَّةٍ ] ، فَإِنَّكَ اللّهُمَّ قُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ : «إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَاأَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَ لِكَ نُفَصِّلُ الْأَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ »۱ ، وَقُلتَ : «فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ »۲ .
وَإِنَّ الغَايَةَ عِندَنَا قَد تَنَاهَت ، وَإِنَّا لِغَضَبِكَ غَاضِبُونَ ، وَإِنَّا عَلى نَصرِ الحَقِّ مُتَعَاصِبُونَ ، وَإِلَى وُرُودِ أَمرِكَ مُشتَاقُونَ ، وَلإِنجَازِ وَعدِكَ مُرتَقِبُونَ ، وَلِحَولِ وَعِيدِكَ بِأَعدَائِكَ مُتَوَقِّعُونَ .
اللّهُمَّ فَأذَن بِذَلِكَ ، وَافتَح طُرُقَاتِهِ ، وَسَهِّل خُرُوجَهُ ، وَوَطِّئ مَسَالِكَهُ ، وَاشرَع شَرَائِعَهُ ، وَأَيِّد جُنُودَهُ وَأَعوَانَهُ ، وَبَادِر بَأسَكَ القَومَ الظَّالِمِينَ ، وَابسُط سَيفَ نَقِمَتِكَ عَلى أَعدَائِكَ المُعَانِدِينَ ، وَخُذ بِالثَّارِ إِنَّكَ جَوَادٌ مَكَّارٌ .

ودعا عليه السلام في قنوته :

۰.اللّهُمَّ مالِكَ المُلكِ ، تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ ، وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، يَا مَاجِدُ يَا جَوَادُ ، يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكرَامِ ، يَا بَطَّاشُ ، يَا ذَا البَطشِ الشَّدِيدِ ، يَا فَعَّالاً لِمَا يُرِيدُ ، يَا ذَا القُوَّةِ المَتِينِ ، يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ يَا لَطِيفُ ، يَا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ .
[اللّهُمَّ] أَسأَلُكَ بِاسمِكَ المَخزُونِ المَكنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ ، الَّذِي استَأثَرتَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ وَلَم يَطَّلِع عَلَيهِ أَحَدٌ مِن خَلقِكَ ، وَأَسأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِي تُصَوِّرُ بِهِ

1.. يونس : ۲۴ .

2.. الزخرف : ۵۵ .


مكاتيب الأئمّة ج6
394

سَبِيلَ لَنَا إِلَى رَجعَتِهِ ، وَاجعَلهُ اللّهُمَّ فِي أَمنٍ مِمَّا يُشفَقُ عَلَيهِ مِنهُ ، وَرُدَّ عَنهُ مِن سِهَامِ المَكَائِدِ مَا يُوَجِّهُهُ أَهلُ الشَّنَآنِ إِلَيهِ وَإِلَى شُرَكَائِهِ فِي أَمرِهِ وَمُعَاوِنِيهِ عَلى طَاعَةِ رَبِّهِ ، الَّذِينَ جَعَلتَهُم سِلاحَهُ وَحِصنَهُ وَمَفزَعَهُ وَأُنسَهُ ، الَّذِينَ سَلَوا عَنِ الأَهلِ وَالأَولادِ ، وَجَفَوُا الوَطَنَ ، وَعَطَّلُوا الوَثِيرَ ۱ مِنَ المِهَادِ ، وَرَفَضُوا تِجَارَاتِهِم ، وَأَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِم ، وَفُقِدُوا فِي أَندِيَتِهِم بِغَيرِ غَيبَةٍ عَن مِصرِهِم ، وَخالَلُوا ۲ [ حَالَفُوا ] ۳ البَعِيدَ مِمَّن عَاضَدَهُم عَلى أَمرِهِم ، وَقَلَوُا القَرِيبَ مِمَّن صَدَّ عَنهُم وَعَن جِهَتِهِم ، فَائتَلَفُوا بَعدَ التَّدَابُرِ وَالتَّقَاطُعِ فِي دَهرِهِم ، وَقَلَعُوا الأَسبَابَ المُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامِ الدُّنيَا ، فَاجعَلهُمُ اللّهُمَّ فِي أَمنِ حِرزِكَ وَظِلِّ كَنَفِكَ ، وَرُدَّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إِلَيهِم بِالعَدَاوَةِ مِن عِبَادِكَ ، وَأَجزِل لَهُم عَلى دَعوَتِهِم مِن كِفَايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ ، وَأَمِدَّهُم [أَيِّدهُم] بِتَأيِيدِكَ وَنَصرِكَ ، وَأَزهِق بِحَقِّهِم بَاطِلَ مَن أَرَادَ إِطفَاءَ نُورِكَ .
اللّهُمَّ وَاملأ بِهِم كُلَّ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ وَقُطرٍ مِنَ الأَقطَارِ ، قِسطاً وَعَدلاً وَمَرحَمَةً وَفَضلاً ، وَاشكُرهُم عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ ، مَا مَنَنتَ بِهِ عَلى القَائِمِينَ بِالقِسطِ مِن عِبَادِكَ ، وَادَّخَرتَ لَهُم مِن ثَوَابِكَ مَا يَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجَاتِ ، إِنَّكَ تَفعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحكُمُ مَا تُرِيدُ .

قنوت مولانا الحجّة محمّد بن الحسن عليهماالسلام

۰.اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَكرِم أَولِيَاءَكَ بِإِنجَازِ وَعدِكَ ، وَبَلِّغهُم دَركَ مَا يَأمُلُونَهُ مِن نَصرِكَ ، وَاكفُف عَنهُم بَأسَ مَن نَصَبَ الخِلافَ عَلَيكَ ، وَتَمَرَّدَ بِمَنعِكَ

1.. الوثير : الفراش الوطئ ( لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۸ ) .

2.. خاللوا من الخلّة ؛ بمعنى الصداقة ( بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۵ ) . خالطوا في رواية : خاللوا الحكماء ، أي اختلطوا بهم في كلّ وقت ، فإنّهم المصيبون في أقوالهم . . . ( فيض القدير : ج۳ ص۴۵۲ ) .

3.. حالفوا البعيد : أي على التناصر والتعاون ( بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۵ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109700
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي