419
مكاتيب الأئمّة ج6

عَن طاعَةِ اللّهِ وَلَم يَقبَل مَواعِظَ أَولِيائِهِ ، فَقَد أَمَرَكُمُ اللّهُ بِطاعَتِهِ وَطاعَةِ رَسُولِهِ وَطاعَةِ أُولِي الأمرِ ، رَحِمَ اللّهُ ضَعفَكُم وَغَفلَتَكُم وَصَبَّرَكُم عَلى أمرِكُم ، فَما أغَرَّ الإنسانَ بِرَبِّهِ الكَرِيمِ وَلَو فَهِمَتِ الصُّمُ الصّلَابُ بَعضَ ما هُوَ في هذَا الكِتابِ ، لَتَصَدَّعَت قَلِقا وَخَوفا مِن خَشيَةِ اللّهِ وَرُجُوعا إِلى طاعَةِ اللّهِ . اِعمَلُوا ما شِئتُم « فَسَيَرى اللّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ ، ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ » ۱ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أجمَعينَ . ۲

132

كتابه عليه السلام إلى أبي الحسن عليّ بن الحسين بن بابَوَيه القمّي

۰.وممّا كتب عليه السلام إلى عليّ بن الحسين بن بابَويه القمّي۳:وَاعتَصَمتُ بِحَبلِ اللّهِ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العالَمِينَ ، وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، وَالجَنَّةُ لِلمُوَحِّدِينَ وَالنَّارُ لِلمُلحِدِينَ ، وَلا عُدوانَ إِلّا عَلَى الظّالِمِينَ ، وَلا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَحسَنُ الخَالِقِينَ ، وَالصَّلاةُ عَلَى خَيرِ خَلقِهِ مُحَمَّدٍ

1.. اقتباس من الآية « ۱۰۵ » من سورة التوبة .

2.. تحف العقول : ص ۴۸۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۷۴ ح ۲ وراجع : علل الشرائع : ص ۲۴۹ ح۶ ، الأمالي للطوسي : ص ۶۵۴ ح ۱۳۵۵ .

3.. عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ ، أبو الحسن ، والد الشيخ الصدوق رحمه الله المتوفّى سنة تناثر النجوم ۳۲۹ ه ، قال النجاشي : « . . . شيخ القمّيّين في عصره ومتقدّمهم ، وفقيههم ، وثقتهم ، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليّ بن جعفر بن الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ـ يسأله فيها الولد ، كتب إليه : قد دعونا اللّه لك بذلك ، وستُرزق ولدين ذكرين خيرّين » . فولد له أبو جعفر وأبو عبد اللّه عن أُمّ ولد ، وكان أبو عبد اللّه الحسين بن عبيداللّه يقول : سمعت أبا جعفر يقول : أنا ولدت بدعوة صاحب الأمر عليه السلام ، ويفتخر بذلك ( راجع : رجال النجاشي : ج ۲ ص ۲۶۱ الرقم ۶۸۴) . وقال الشيخ : . . . كان فقيها جليلاً ثقة . . . ( الفهرست : ۱۵۷ الرقم ۳۹۲ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
418

مِنهُ إِلَيكُم ، بَل بِرَحمَةٍ مِنهُ ـ لا إِله إلّا هُوَ ـ عَلَيكُم لِيَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَلِيَبتَليَ ما في صُدُورِكُم وَلِيُمَحِّصَ ما في قُلُوبِكُم ، لِتُسابِقُوا إِلى رَحمَةِ اللّهِ وِلِتَتَفاضَلَ مَنازِلُكُم في جَنَّتِهِ .
فَفَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ وَإقامَ الصّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَالصَّومَ وَالوِلايَة ، وَجَعَلَ لَكُم بابا تَستَفتِحُونَ بِهِ أبوابَ الفَرائِضِ وَمِفتاحا إِلى سَبيلِهِ ، لَولا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وَالأَوصِياءُ مِن وُلدِهِ لَكُنتُم حَيارى كَالبَهائِمِ لا تَعرِفُونَ فَرضا مِنَ الفَرائِضِ ، وَهَل تُدخَلُ مَدِينَةٌ إلّا مِن بابِها .
فَلَمّا مَنَّ عَلَيكُم بِإقامَةِ الأَولِياءِ بَعدَ نَبِيِّكُم ؛ قالَ اللّهُ في كِتابِهِ : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلامَ دِيناً »۱ ، فَفَرَضَ عَليكُم لِأَولِيائِهِ حُقُوقا أَمَرَكُم بِأدائِها ، لِيَحِلَّ لَكُم ما وَراءَ ظُهُورِكُم مِن أَزواجِكُم وَأَموالِكُم وَمَآكِلِكم وَمَشارِبِكُم ، قالَ اللّهُ : « قُل لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»۲ .
وَاعلَمُوا إنَّ مَن يَبخَلُ فإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ ، لا إِلهَ إلّا هُوَ ، وَلَقَد طَالَتِ المُخاطَبَةُ فيما هُوَ لَكُم وَعَلَيكُم .
وَلَولا ما يُحِبُّ اللّهُ مِن تَمامِ النِّعمَةِ مِنَ اللّهِ عَلَيكُم لَما رَأَيتُم لي خَطّا وَلا سَمِعتُم مِنِّى حَرفا مِن بَعدِ مُضِيِّ الماضِي عليه السلام وَأَنتُم في غَفلَةٍ مِمّا إِلَيهِ مَعادُكُم ، وَمِن بَعدِ إِقامَتي لَكُم إِبراهيمَ بنَ عَبدَةَ ، وَكِتابي الّذِي حَمَلَهُ إِلَيكُم مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى النِّيسابُورِيُّ ، وَاللّهُ المُستَعانُ عَلى كُلِّ حالٍ .
وَإِيّاكُم أَن تُفَرِّطُوا في جَنبِ اللّهِ فَتَكُونُوا مِنَ الخاسِرينَ ، فَبُعدا وَسُحقا لِمَن رَغِبَ

1.. المائدة : ۳ .

2.. الشورى : ۲۳ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109231
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي