429
مكاتيب الأئمّة ج6

الجحود لها إذا نُسبت إلى آبائك ، فنحن وقوف عليها ، من ذلك أنّهم يقولون ويتأوّلون في معنى قول اللّه عز و جل : «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَ الْمُنكَرِ» 1 ، وقوله عز و جل : «وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ ءَاتُوا الزَّكَاةَ » 2 معناها رجل ، لا ركوع ولا سجود ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال ، وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي ، تأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الّذي ذكرت لك ، فإن رأيت أن تمنّ على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الأقاويل الّتي تصيّرهم إلى العطب والهلاك ، والّذين ادّعوا هذه الأشياء ادّعوا أنّهم أولياء ، ودعوا إلى طاعتهم ، منهم عليّ بن حسكة والقاسم اليقطينيّ ، فما تقول في القبول منهم جميعا ؟ فكتب عليه السلام :لَيسَ هَذا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ . 3

137

كتابه عليه السلام في أحمد بن هلال العَبرَتائيّ

۰.عليّ بن محمّد بن قُتيبة قال : حدّثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المَراغيّ ، قال : ورد على القاسم بن العلاء۴نسخة ما خرج من لعن ابن هلال ، وكان ابتداء ذلك أن كتَب عليه السلام إلى قُوّامه بالعراق :احذَرُوا الصُّوفِيَّ المُتَصَنِّعَ .

0.قال : وكان من شأن أحمد بن هلال أنّه قد كان حجّ أربعاً وخمسين حجّةً ، عشرون منها على قدميه ، قال : وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه فأنكروا

1.. البقرة :۴۳ و۸۳ و۱۱۰ ، النساء :۷۷ ، الحجّ :۷۸ ، النور :۵۶ ، المجادلة :۱۳ ،المزمّل :۲۰ .

2.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۰۳ الرقم ۹۹۵ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۵ ح۸۰ نقلاً عنه .

3.. القاسم بن العلاء : عدّه الشيخ فيمَن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : [ وكان جليل القدر ] ، روى عنه الصفوانيّ ( رجال الطوسي : ص ۴۳۶ الرقم ۶۲۴۳ ) من أهل آذربيجان ، ذكره ابن طاووس من وكلاء الناحية في ربيع الشيعة ( راجع : وسائل الشيعة : ج ۳ ص ۴۴۹ ) .


مكاتيب الأئمّة ج6
428

من أقاويلهم : إنّهم يقولون : إنّ قول اللّه تعالى : « إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِوَ الْمُنكَرِ» 1 معناها رجل ، لا سجود ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد درهم ولا إخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الّذي ذكرت .
فإن رأيت أن تبيّن لنا وأن تمنّ على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الأقاويل الّتي تخرجهم إلى الهلاك . فكتب عليه السلام :لَيسَ هَذا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ . 2

136

كتابه عليه السلام إلى إبراهيم بن شَيبَة

0.وجدت بخطّ جبريل بن أحمد الفاريابيّ : حدّثني موسى بن جعفر بن وهب ، عن إبراهيم بن شيبة 3 ، قال : كتبتُ إليه : جُعلت فداك ، إنّ عندنا قوماً يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئزّ منها القلوب وتضيق لها الصدور ، ويروون في ذلك الأحاديث لا يجوز لنا الإقرار بها ؛ لما فيها من القول العظيم ، ولا يجوز ردّها ولا

1.. العنكبوت : ۴۵ .

2.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۰۲ الرقم ۹۹۴ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۴ ح۷۹ نقلاً عنه .

3.. إبراهيم بن شَيبَة الأصبهانيّ مولى بني أسد ، وأصله من قاشان ، من أصحاب الجواد عليه السلام ( رجال الطوسي : ص۳۷۳ الرقم۵۵۲۵ ) ، وذكره أيضاً من أصحاب الهادي عليه السلام في رجاله ( ص۳۸۴ الرقم ۵۶۴۸ ) . وذكره البرقي أيضاً في أصحاب الجواد عليه السلام ، من غير توصيف له بالأصبهانيّ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109217
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي