الجحود لها إذا نُسبت إلى آبائك ، فنحن وقوف عليها ، من ذلك أنّهم يقولون ويتأوّلون في معنى قول اللّه عز و جل : «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَ الْمُنكَرِ» 1 ، وقوله عز و جل : «وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ ءَاتُوا الزَّكَاةَ » 2 معناها رجل ، لا ركوع ولا سجود ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال ، وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي ، تأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الّذي ذكرت لك ، فإن رأيت أن تمنّ على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الأقاويل الّتي تصيّرهم إلى العطب والهلاك ، والّذين ادّعوا هذه الأشياء ادّعوا أنّهم أولياء ، ودعوا إلى طاعتهم ، منهم عليّ بن حسكة والقاسم اليقطينيّ ، فما تقول في القبول منهم جميعا ؟ فكتب عليه السلام :لَيسَ هَذا دِينَنَا فَاعتَزِلهُ . 3
137
كتابه عليه السلام في أحمد بن هلال العَبرَتائيّ
۰.عليّ بن محمّد بن قُتيبة قال : حدّثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المَراغيّ ، قال : ورد على القاسم بن العلاء۴نسخة ما خرج من لعن ابن هلال ، وكان ابتداء ذلك أن كتَب عليه السلام إلى قُوّامه بالعراق :احذَرُوا الصُّوفِيَّ المُتَصَنِّعَ .
0.قال : وكان من شأن أحمد بن هلال أنّه قد كان حجّ أربعاً وخمسين حجّةً ، عشرون منها على قدميه ، قال : وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه فأنكروا
1.. البقرة :۴۳ و۸۳ و۱۱۰ ، النساء :۷۷ ، الحجّ :۷۸ ، النور :۵۶ ، المجادلة :۱۳ ،المزمّل :۲۰ .
2.. رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۰۳ الرقم ۹۹۵ ، بحار الأنوار : ج۲۵ ص۳۱۵ ح۸۰ نقلاً عنه .
3.. القاسم بن العلاء : عدّه الشيخ فيمَن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : [ وكان جليل القدر ] ، روى عنه الصفوانيّ ( رجال الطوسي : ص ۴۳۶ الرقم ۶۲۴۳ ) من أهل آذربيجان ، ذكره ابن طاووس من وكلاء الناحية في ربيع الشيعة ( راجع : وسائل الشيعة : ج ۳ ص ۴۴۹ ) .