71
مكاتيب الأئمّة ج6

كُلُّ هَذَا خَوفاً ۱ مِن نَصرٍ ! فقال : يا أبَا الحسن ، يكاد خوفي من عمروِ بن قَرحٍ . ۲

38

كتابه عليه السلام إلى بعض تجّار المدينة

۰.أحمد بن هارون قال : كنت جالساً اُعلّم غلاماً من غِلمانه في فازة۳داره فيها بستان ، إذ دخل علينا أبو الحسن عليه السلام راكباً على فرسٍ له ، فقمنا إليه فسبقنا ، فنزل قبل أن ندنو منه ، فأخذ بعنان۴فرسه بيده ، فعلّقه في طُنُبٍ۵من أطناب الفازة ، ثمّ دخل فجلس معنا ، فأقبل عليَّ فقال :مَتَى رَأيُكَ أَن تَنصَرِفَ إِلَى المَدِينَةِ ؟
فقلت : الليلة .
قال : فَاكتُب إِذَن كِتَاباً مَعَكَ تُوصِلُهُ إِلَى فُلَانٍ التَّاجِرِ ؟
قلت : نعم .
قال : يا غُلَامُ ، هَاتِ الدَّوَاةَ والقِرطَاسِ .
فخرج الغلام ليأتي بهما من دارٍ اُخرى ، فلمّا غاب الغلام صهل الفرس وضرب بذنبه ، فقال له بالفارسيّة :
مَا هَذَا القَلَقُ ؟ فصهل الثانية فضرب بذنبه . فقال له بالفارسيّة : لِي حاجَةٌ أُرِيدُ أَن أَكتُبُ كِتَاباً إِلَى المَدِينَةِ ، فَاصبِر حَتَّى أَفرَغُ . فصهل الثانية وضرب بيده ، فقال له ـ بالفارسيّة ـ :
اقلَع ، فَامضِ إِلَى نَاحِيَةِ البُستَانِ ، وَبُل هُناكَ وَرُث ، وَارجِع ، فَقِف هُنَاكَ مَكَانَكَ .

1.في المصدر : « حرفاً » بدل « خوفاً » ، و في بحار الأنوار : « خوفاً » بدل « حرفاً » وما أثبتناه من بحار الأنوار .

2.بصائر الدرجات : ص۳۳۷ ح۱۵ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۱۳۱ ح۱۳ نقلاً عنه ، وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج۴ ص۳۳۳.

3.الفازة : مظلّة من نسيج أو غيره ، تمدّ على عمودٍ أو عمودين .

4.العنان : سير اللجام .

5.الطُنُب : حبل طويل يُشدّ به سرادق البيت .


مكاتيب الأئمّة ج6
70

الوقت الّذي نسير إليه فيه ، واستأذن لإبراهيم . فورد الجواب بالإذن ، إنّا نصير إليه بعد الظهر .
فخرجنا جميعاً إلى أن صرنا في يوم صائف شديد الحرّ ، ومعنا مسرور غلام عليّ بن مهزيار ، فلمّا أن دنوا من قصره إذا بلال قائم ينتظرنا ، وكان بلال غلام أبي الحسن عليه السلام ، فقال : ادخلوا . فدخلنا حجرة وقد نالنا من العطش أمر عظيم ، فما قعدنا حيناً حتّى خرج إلينا بعض الخدم ومعه قلال من ماء أبرد ما يكون ، فشربنا . ثمّ دعا بعليّ بن مهزيار ، فلبث عنده إلى بعد العصر ، ثمّ دعاني ، فسلّمت عليه واستأذنته أن يناولني يده فاُقبّلها ، فمدّ يده عليه السلام فقبّلتها ، ودعاني وقعدت ، ثمّ قمت فودّعته ، فلمّا خرجت من باب البيت ناداني فقال :يا إِبرَاهِيمَ !
فقلت : لبّيك يا سيّدي . فقال : لا تَبرَح .
فلم نَزَل جالساً ومسرور غلامنا معنا ، فأمر أن يُنصب المِقدار 1 ، ثمّ خرج عليه السلام فاُلقي له كرسيّ فجلس عليه ، واُلقي لعليّ بن مهزيار كرسيّ عن يساره فجلس ، وكنت أنا بجنب المقدار ، فسقطت حصاة ، فقال مسرور : هَشت . فقال : هشت ثَمَانِيَةَ ؟
فقلنا : نعم يا سيّدنا . فلبثنا عنده إلى المساء ، ثمّ خرجنا فقال لعليّ :
رُدَّ إِليَّ مَسرُورَاً بِالغَدَاةِ .
فوجّهه إليه ، فلمّا أن دخل قال له بالفارسيّة :
بار خدايا چون .
فقلت له : نيك يا سيّدي ! فمرّ نصر ، فقال لمسرور :
در ببند ، در ببند . فأغلق الباب .
ثمّ ألقى رداه عليّ يخفيني من نصر ، حتّى سألني عمّا أراد ، فلقيه عليّ بن مهزيارفقال له :

1.المقدار : آلة يعيّن بها ساعات الليل والنهار ( راجع : المعجم الوسيط : ص۷۱۹ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 109694
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي