217
مكاتيب الأئمة ج5

الكَتِفَينِ ، تَنفَعُ مِنَ الخَفَقانِ الّذي يَكونُ مَعَ الامتِلاءِ وَ الحَرارَةِ . وَ الَّتي تُوضَعُ عَلى السَّاقَينِ ، قَد يَنقُصُ مِنَ الامتِلاءِ في الكُلى وَ المَثانَةِ وَ الأَرحامِ ، وَ يُدِرُّ الطَّمثَ ۱ ، غَيرَ أَنَّها مُنهِكَةٌ لِلجَسَدِ ، وَ قَد تَعرَضُ مِنها العُشوَةُ ۲ الشَّديدةُ ، إِلَا أَنَّها نافِعَةٌ لِذَوي البُثورِ ۳ وَ الدَّماميلِ .
وَ الّذي يُخَفِّفُ مِن أَلَمِ الحِجامَةِ تَخفيفُ المَصِّ عِندَ أَوَّلِ ما يَضَعُ المَحاجِمَ ، ثُمَّ يُدَرِّجُ المَصَّ قَليلاً قَليلاً ، وَ الثَّواني أَزيَدُ في المَصِّ مِنَ الأَوائِلِ ، وَ كذلِكَ الثَّوالِثُ فَصاعِدا . وَ يَتَوَقَّفُ عَنِ الشَّرطِ حَتَّى يَحمَرَّ المَوضِعُ جَيِّدا بِتَكريرِ المَحاجِمِ عَلَيهِ ، وَ تُلَيَّنُ المِشرَطَةِ عَلى جُلودٍ لَيِّنَةٍ ، وَ يَمسَحُ المَوضِعَ قَبلَ شَرطِهِ بِالدُّهنِ ، وَ كَذلِكَ يَمسَحُ المَوضِعَ الّذي يُفصَدُ بِدُهنٍ ، فَإِنَّهُ يُقَلِّلُ الأَلَمَ ، وَ كذلِكَ يُلَيِّنُ المِشراطَ وَ المِبضَعَ بِالدُّهنِ ، وَ يَمسَحَ عَقَيبَ الحِجامَةِ ، وَ عِندَ الفَراغِ مِنها [ يُليِّنُ ] ۴ المَوضِعَ بِالدُّهنِ . وَ ليُنَقَّطُ ۵ عَلى العُروقِ إِذا فَصَدَت شَيئا مِنَ الدُّهنِ كَيلا تَلتَحِمَ فَيُضِرَّ ذلِكَ المَقصودَ ، وَ لَيَعمَدِ الفاصِدُ أَن يَفصِدَ مِنَ العُروقِ ما كانَ في المَواضِعِ القَليلَةِ اللَّحمِ ؛ لأَنَّ في قِلَّةِ اللَّحمِ مِن فَوقِ العُروقِ قِلَّةُ الأَلَمِ . وَ أَكثَرُ العُروقِ أَلَما إِذا كانَ الفَصدُ في حَبلِ الذِّراعِ وَ القِيفالِ ۶ لِأَجلِ كَثرَةِ اللَّحمِ عَلَيها . فَأَمَّا الباسَليقُ وَ الأَكحَلُ ۷ ، فَإِنَّهُما أَقَلُّ أَلَما في الفَصدِ

1.الطّمث : دم الحيض . ويقال : نهكه الحُمّى ـ كمنع وفرح ـ أضنته وهزلته وجهدته ( القاموس المحيط : ج۳ ص۳۲۲ ) .

2.العشوة : هي العمش ، ضعف الرّؤية مع سيلان الدّمع في أكثر الأوقات ( راجع : القاموس المحيط : ج۴ ص۳۶۴ ) .

3.البثور : الجدري يقبح على الوجه وغيره من بدن الإنسان ، وجمعها بثر ( لسان العرب : ج ۴ ص ۲۹ ) .

4.ما بين المعقوفين من بحار الأنوار و ليس في المصدر .

5.و لينقط : أي و ليضع على الموضع الّذي يريد أن يفصده من العروق نقطة لئلّا يشتبه عند البضع .

6.القيفال : هو الوريد الّذي يظهر عند المرفق على الجانب الوحشي ، و في القانون : هو عرق في الكتف ( راجع : القانون لابن سينا : ج۱ ص۶۴ ) .

7.الباسليق : هو وريد يظهر عند مأبض المرفق مائل إلى السّاعد من وسط انسيه ، و قد يطلق الباسليق على عرق آخر تحته فيسمّى الأوّل الباسليق الأعلى ، و هذا الباسليق « الإبطي » لقربه من الإبط . و الأكحل هو المعروف بالبدن بين الباسليق و القيفال ( راجع : القانون لابن سينا : ج۱ ص۲۰۹ ) .


مكاتيب الأئمة ج5
216

[في الحجامة ]

۰.فَإذا أَرَدتَ الحِجامَةَ فَلا تَحتَجِمَ إِلَا لاثنَتي عَشَرَ تَخلوَ مِنَ الهِلالِ إِلى خَمسَةَ عَشَرَ مِنهُ ۱ ؛ فَإِنَّه أَصَحُّ لِبَدَنِكَ ، فَإِذا نَقَصَ الشّهرُ فَلا تَحتَجِم ، إِلَا أَن تَكونَ مُضطَرَّا إِلى إِخراجِ الدَّمِ ، وَ ذلِكَ أَنَّ الدَّمَ يَنقُصُ في نُقصانِ الهِلالِ ، وَ يَزيدُ في زيادَتِهِ ، وَ لتَكُنِ الحِجامَةُ بِقَدَرِ ما مَضى مِنَ السِّنينَ ، ابنُ عِشرينَ سَنَةً يَحتَجِمُ في كُلِّ عِشرينَ يَوما ، وَ ابنُ ثَلاثينَ سَنَةً في كُلِّ ثَلاثينَ يَوما ، وَ ابنُ أَربَعينَ فِي كُلِّ أَربَعينَ يَوما ، وَ ما زادَ فَبِحِسابِ ذلِكَ .
وَ اعلَم يا أَميرَ المُؤمِنينَ : أَنَّ الحِجامَةَ إِنَّما يُؤخَذُ دَمُها مِن صِغارِ العُروقِ المَبثوثَةِ في اللَّحمِ ، وَ مِصداقُ ذلِكَ ، أَنَّها لا تُضَعِّفُ القُوَّةَ كَما يُوجَدُ مِنَ الضَّعفِ عِندَ الفَصادِ . وَ حِجامَةُ النُّقرَةِ ۲ تَنفَعُ لِثِقلِ الرَّأسِ ، وَ حِجامَةُ الأَخدَعَينِ ۳ تُخَفِّفُ عَنِ الرَّأسِ ، وَ الوَجهِ ، وَ العَينِ ، وَ هيَ نافِعَةٌ لِوَجَعِ الأَضراسِ ، وَ رُبَّما نابَ الفَصدُ عَن سائِرِ ذلِكَ . وَ قَد يَحتَجِمُ تَحتَ الذَّقَنِ لِعِلاجِ القُلاعِ ۴ في الفَمِ ، وَ فَسادِ اللَّثَّةِ ، وَ غَيرِ ذلِكَ مِن أَوجاعِ الفَمِ ، وَ كَذلِكَ الَّتي توضَعُ بَينَ

1.قال الشيخ الرّئيس : يؤمر باستعمال الحجامة لا في أوّل الشّهر ؛ لأنّ الأخلاط لا تكون قد تحرّكت و هاجت ، و لا في آخره ؛ لأنّها قد نقصت ، بل في وسط الشّهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزيدها لتزيد النّور في جرم القمر ، يزيد الدّماغ في الأقحاف ، و المياه في الأنهار ذوات المدّ و الجزر . و أفضل أوقاتها في النّهار هي السّاعة الثّانية و الثّالثة ( القانون لابن سينا : ج۱ ص ۲۱۲ ) .

2.النّقرة ـ بالضّم ـ : حفرة في القفا فوق فقرات العنق بأربع أصابع و تحت القمحدوة ، و هي الموضع المرتفع خلف الرّأس يقع على الأرض عند النّوم على القفا .

3.الأخدعان : عرقان خلف العنق من يمينه و شماله ( راجع : النهاية : ج ۲ ص ۱۴ ) .

4.القلاع ـ كغراب ـ : الطين يتشقّق إذا نضب عنه الماء ، و قشر الأرض يرتفع عن الكمأة ، و داءٌ في الفم ( القاموس المحيط : ج۳ ص ۷۴ ) . و في كتب الطّبّ : أنّه قرحة تكون في جلد الفم و اللّسان مع انتشارٍ و اتّساعٍ ، و يُعرض للصبيان كثيرا ، و يعرض من كلّ خلط ، و يعرف بلونه من الامتلاء ، أي : امتلاء الدّم و كثرته .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 111592
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي