327
مكاتيب الأئمة ج5

و شيئاً من ثياب . فتوهّمت أنّ ذلك كلّه لها ، و لم أسألها 1 أنّ لغيرها في ذلك شيئاً ، فحملت ذلك إلى المدينة مع بضاعاتٍ لأصحابنا 2 . و كتبت في الكتاب أنّي قد بعثت إليك من قبل فلانة كذا ، و من قبل فلان كذا ، و من قبل فلان و فلان بكذا . فخرج في التّوقيع :قَد وَصَلَ ما بَعَثتَ مِن قِبَلِ فُلانٍ وَ فُلانٍ ، وَ مِن قِبَلِ المَرأَتَينِ ، تَقَبَّلَ اللّهُ مِنكَ ، وَرَضيَ عَنكَ ، وَ جَعَلَكَ مَعَنا في الدُّنيا وَ الآخِرَةِ .
فلمّا رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنّه غير كتابه ، وأنّه قد عمل عليّ دونه ؛ لأنّي كنت في نفسي على يقين أنّ الّذي دفعت إليَّ المرأة كان كلّه لها و هي امرأة واحدة ، فلمّا رأيت في التّوقيع امرأتين اتّهمت موصّل كتابي . فلمّا انصرفت إلى البلاد ، جاءتني المرأة فقالت : هل أوصلت بضاعتي ؟
قلت : نعم .
قالت : و بضاعة فلانة ؟
قلت : و كان فيها لغيرك شيء ؟

1.زاد في هامش المصدر : « احفظ عليها » . و في بحار الأنوار بلفظ : « ولم أحتط عليها أنّ ذلك لغيرها فيه شيء » .

2.زاد في هامش المصدر : « فحملت إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا فوجّهت ذلك كلّه إليه » .


مكاتيب الأئمة ج5
326

الّذي في حلقه ، و قد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط كأنّه أثر الذّبح . فقلت له : قد سألته مراراً فلم يخبرني .
قال : فقال : كنّا سبعة نفر في حجرةٍ و احدة ببغداد في زمان أبي جعفرٍ الثّاني عليه السلام ، فغاب عنّا أحكم من عند العصر و لم يرجع في تلك اللّيلة ، فلمّا كان جوف اللّيل جائنا توقيع من أبي جعفرٍ عليه السلام :إِنَّ صاحِبَكُم الخُراسانيَّ مَذبوحٌ مَطروحٌ في لِبدٍ في مَزبَلَةِ كَذا وَ كَذا ، فاذهَبوا فَداووهُ بِكَذا وَ كَذا .
فذهبنا فوجدناه مذبوحاً مطروحاً كما قال ، فحملناه وداويناه بما أمر به ، فبرء من ذلك . 1

201

كتابه عليه السلام إلى ابن أُورَمَة

0.( محمّد ) ابن اُورَمَة 2 ، قال 3 : حملت إليَّ امرأة شيئاً من حليّ ، و شيئاً من دراهم ،

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۳۹ الرقم ۱۰۷۷ ، بحار الأنوار: ج۵۰ ص۶۴ ح۴۱ وراجع المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۵۰۱ .

2.محمّد بن اُورَمَة : عدّه الشّيخ تارةً من أصحاب الرّضا عليه السلام ، و اُخرى في من لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام ( راجع : رجال الطوسي : ص۳۶۷ الرقم۵۴۶۳ و ص۴۴۸ الرقم۶۳۶۲ ) . ذكره النجاشي قائلاً في ترجمته : « ذكره القمّيون و غمزوا عليه ورموه بالغلوّ ، حتّى دسّ عليه من يفتك به ، فوجدوه يصلّى من أوّل الّليل إلى آخره ، فتوقّفوا عنه ، و حكى جماعة من شيوخ القمّيين ، عن ابن الوليد أنّه قال : محمّد بن أورمة ، طعن عليه بالغلوّ . . . » ( رجال النجاشي : ص۳۲۹ الرقم۸۹۱) . قال ابن الغضائري في ترجمته : « اتّهمه القمّيون بالغلوّ و حديثه نقي لا فساد فيه ، و لم أرَ شيئا يُنسب إليه تضطرب في النّفس إلّا أوراقا في تفسير الباطن و ما يليق بحديثه . . . » ( رجال ابن الغضائري : ص۶۳ الرقم۱۳۳ ) . ذكره ابن داوود تارةً في القسم الثاني و اُخرى في أصناف الضّعفاء ( رجال ابن داوود : ص۲۷۰ الرقم۴۳۷ و ص۲۹۹ الرقم۴۳ ) ، و كذا ذكره العلّامة ( رجال العلّامة الحلي : ص۲۵۲ الرقم۲۸ ) . الظّاهر إنّ نسبة الغلوّ إليه و عدمه غير ثابتة ، و ذلك لتصريح النجاشي : « إنّ كتبه صحاح إلّا ما يُنسب إليه ترجمة تفسير الباطن ، فإنّه مختلط» . و صرّح ابن الغضائري أيضا : « إنّ حديثه نقيّ لا فساد فيه » . فعلى هذا قول الشيخ بكونه « ضعيف » لعلّ الضّعف من قبل نفسه ، لما نسب إليه من الغلوّ أو باعتبار أنّ في رواياته تخليطا ، كما ذهب إليه السيّد الخوئي ( راجع : معجم رجال الحديث : ج۱۶ ص۱۲۷ الرقم۱۰۳۱۴ ) .

3.زاد في هامش المصدر : « حدّثنا الشّيخ » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110533
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي