49
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

3 . العفّة الجنسيّة

وهي أحد المصاديق المهمّة للتقوى الطبّية ، فلا يأذن الطبيب المتورّع لنفسه أن يستغلّ المريض جنسيّا ، وعليه أن يراعي الحدود الإسلاميّة حتّى في نظرته من أجل الفحص، أي: إذا استطاع تشخيص الداء بوسيلة غيرالنظر إلى المواضع المحرّمة في الإسلام ، فإنّه لايبادر إلى النظر المحظور ، ويكتفي بمقدار الضرورة عند الحاجة .

4 . الاهتمام بتشخيص الداء

وهو من النقاط التي أكّدتها الأحاديث المأثورة في الآداب الطبّية ، فقد جاء في وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله لأحد معاصريه من الأطبّاء قوله :
«لا تُداوِ أحَدا حَتّى تَعرِفَ داءَهُ» .۱
فطالما يُسمَع أنّ داءً قد استفحل ، ومريضا قد مات بسبب تشخيص خاطِئ ودواء غير مناسب ، لذا تتطلّب رعاية هذا الأدب ألاّ يدّخر الطبيب وسعا في تشخيص الداء ، وألاّ يصف دواءً قبل التشخيص ، وإذا ما ضاق وقته عن التشخيص أو كان تعبا ، أو كان غير مستعدّ الاستعداد اللازم لإبداء رأيه لأيّ سبب كان ؛ فإنّه يمتنع عن الفحص ووصف الدواء بكلّ جدٍّ .

5 . السعي لمعرفة العقاقير الطبيعيّة

تؤكّد أحاديث الباب الثالث من الفصل الأوّل أنّ لجميع الأدواء في نظام الخليقة دواءً ، وأنّها قابلة للعلاج إلاّ الموت ، ونصّ بعضها على أنّ اللّه سبحانه خلق لكلّ داءٍ دواءً ، وقد جاء في بعضها : أنّ اللّه تعالى أنزل لكلّ داءٍ دواءً .
إنّ ظاهر التعبيرين يدلّ على أنّ أدوية الأدواء كلّها موجودة في الطبيعة ، ولا

1.انظر : ص ۵۳ ، ح ۳۳ .


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
48

وليس لأتباع الإسلام والنصرانيّة، بل لكلّ طبيب ذي ضمير أن يُنكر هذا الكلام القائم على منطق جليٍّ بيّن ، فحريّ أن يرفعه الأطبّاء جميعا شعارا في عياداتهم.
وفي ضوء هذا المنطق يتبيّن أنّ تقصير الطبيب في علاج المرضى ، يعني مساهمته في المرض ، وأحيانا في هلاك المريض ، فالطبيب مسؤول عن أن يبذل قُصارى جهدهِ في علاج المرضى ، ولا يحقّ له أن يتملّص عن هذه المسؤوليّة مهما كانت معاذيره .
من هنا نلاحظ أنّ أحد الواجبات المهمّة لجامعات العلوم الطبّية هو التخطيط لتربية حسّ الشعور بالمسؤوليّة في نفوس الطلاّب والطالبات .

2 . التقوى الطبّية

التقوى في كلّ مهنة هي رعاية القوانين الربّانيّة في أدائها ، فالتقوى الطبّية تشمل جميع الآداب والأحكام الإسلاميّة المرتبطة بهذه المهنة ، لكنّها تتميّز بنقطتين لهما أهميّة فائقة ، هما : النصح للمريض ؛ والسعي لعلاجه ، وقد أشار الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إليهما بعد وصيّته الأطبّاء بالتقوى ، فقال :
«مَن تَطَبَّبَ فَليَتَّقِ اللّهَ وَليَنصَح وَليَجتَهِد» .۱
والنصح هو حبّ الخير للآخرين ، والاجتهاد هو بذل الوسع ، فالتقوى الطبّية تعني أنّ على الطبيب ـ لأداء عمله بإحسان ـ أن يفكّر بمصلحة المريض لا بمصلحته الخاصّة أوّلاً ، وألاّ يألو جهدا فكريّا وعمليّا في علاجه ثانيا ، والطبيب المتورّع هو الذي لا تهمّه في صرف وقته لتشخيص الداء ، وتسويغ الدواء ، وكيفيّة الاستشفاء وما يتّصل به من الآناء إلاّ مصلحةُ المريض لا غيرها .

1.انظر : ص ۵۳ ، ح ۳۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 147073
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي