221
الرواشح السماوية

المكسوره قبل الحاء المهملة المفتوحة ، ثمّ تشديد السين المهملة ـ وهي ما تُفَرْجَنُ به الدابّةُ .
والفرجون أيضاً : المحشّ والمحشّة ـ بكسر الميم قبل الحاء المهملة المفتوحة ، ثمّ الشين المشدّدة ـ أي آلة حديديّة تستعمل في الحصاد ، ويقطع بها الحشيش ، وأيضاً ما تُحرَّك به النار من حديد .
و«الفاريجان» أيضاً من يصنع الفِرْجِين ، كما الباريجان ـ بالباء الموحّدة ـ مَن هو المتمهّر في حساب البُرْجان .
والفرجين : الخصّ ـ بالخاء المعجمة المضمومة والصاد المهملة المشدّدة ـ وهو بيت يتّخذ من القصب ونحوه .
ومنها : في حديث الاستسقاء ۱ «اللهمّ! حوالَيْنا ولاعلينا» . ۲ ومن المتكرّر جدّاً في الأحاديث ، وفي أقاويل العلماء وتراكيب البلغاء : «حواليه» و«حواليك» و«حوالينا» و«حواليكم» .
فجماهير القاصرين من أهل هذا العصر يتوهّمونها مكسورةَ اللام ، مفتوحةَ الياء على هيئة صيغة الجمع ، المنصوبةِ على الظرفيّة . وإنّما ذلك ـ كسائر أغاليطهم ـ من شدّة ضعف الثقافة وكمال قوّة السخافة .
والصحيح فتح «اللام» وإسكان «الياء» على وزان أوزان التثنية . و«حوليه» و«حواليه» ـ على هيئة المثنّاة ـ و«حوله» و«حواله» كلّها بمعنى . يقال : رأيت الناس حولَه وحواله وحوليه وحواليه ، أي مُطيفين به من جوانبه .
وقال ابن الأثير في تفسير الحديث : «يريد اللهمّ أنزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الأبنية» . ۳

1.في «أ» : «الاستقاء» .

2.رواه النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۶۴ ، (ح . و . ل) سنن النسائي ۳ : ۱۶۶ و ۱۶۷ .

3.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۶۴ ، (ح . و . ل) .


الرواشح السماوية
220

اللَّهُ رَبِّى » . 1 أصله : لكن أنا هو اللّه ربّي . فحُذفت الألف فجاء التشديد ؛ لالتقاء النونين .
ومن هذا الباب قولهم : «ليس لابَعدَ له» كان في الأصل : هذا ليس ممّا بعده غاية في الجودة أو الرداءة ، فاختُصر فقيل : ليس بعده ، ثمّ أُدخل عليه «لا» النافيةُ للجنس واستُعمل استعمالَ الاسم المتمكّن .
وكذلك قولهم في مقام المدح أو الذمّ : «إنّه وإنّه» أي إنّه عالم وإنّه كريم ، وإنّه أمين مثلاً ، أو إنّه جاهل ، وإنّه لئيم وإنّه خائن . ومن هذا السبيل قولهم : «وهذا دليل على أنّه» .
ومنها في الحديث من طريق رئيس المحدّثين في الكافي ، ومن طريق الصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الناس يقولون : إنّ المغفرة تنزل على من صام شهر رمضان لليلة القدر ، فقال : «يا حسن إنّ الفاريجان إنّما يُعطى أُجرتَه عند فراغه وذلك لليلة العيد» . 2
فمن أصحاب التصحيف من أبناء العصر مَن صحّف «النون» ب «الراء» .
ومنهم من زاد في طنبور التصحيف نغمةً فصحّف «الفاء» أيضاً ب «القاف» ولم يكن له سبيل إلاّ إلى أن يتقوّل ، فيقولَ : «القاريجار» معرّبُ «كاريكر» .
وما ذلك كلّه إلاّ من قلّة البضاعة وضعف التحصيل . واللفظة عربيّة ، تليدة 3 غير مولَّدة ، وهي بالفاء قبل الألف ، والراءِ قبل الياء المثنّاة من تحتُ ، ثمّ الجيمِ قبل الألف ، والنونِ أخيراً ، من «الفِرْجَوْن» ، أي من يعمل بالفرجون ، والفرجون : المِجَسَّة ـ بكسر الميم ، ثمّ الجيم المفتوحة قبل المهملة المشدّدة ـ وكذلك المِحَسّة ـ بالميم

1.الكهف (۱۸) : ۳۸ .

2.الكافي ۴ : ۱۶۷ ، باب التكبير ليلة الفطر ويومه ، ح ۳ ؛ الفقيه ۲ : ۱۶۷ ، ح ۲۰۳۶ ، باب التكبير ليلة الفطر . . . .

3.في حاشية «ب» و «ج» : «التليد : القديم الأصلي الذي وُلد عندك ، نقيض الطارف» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    المساعدون :
    قيصريه ها، غلامحسين؛ الجليلي، نعمة الله؛ محمدي، عباس؛ رضا نقي، غلام
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1422 ق / 1380 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 82178
الصفحه من 360
طباعه  ارسل الي