بمضمون الحديث مطلقاً .
وربّما قيل بترجيح الثاني ودفع «الاضطراب» من حيث عمل الشيخ في النهاية بمضمونه ، فيرجّح على الرواية الأُخرى بذلك ، وبأنّ الشيخ أضبط من الكليني وأعرف بوجوه الحديث . ۱
قال بعض شهداء المتأخّرين : «وفيهما معاً نظر بيّن يعرفه من يقف على أحوال الشيخ وطرق فتواه» . ۲
قلت : ولقد أصاب في نظره .
ومن أحدق بكتاب الكافي لم يَخْفَ عليه تمهّر أبي جعفر الكليني ، وضبطه ومعرفته بوجوه الأحاديث ومسالك الطبقات ، وتوغّله في شعب الأسانيد وطرق الروايات ، وتضلّعه بالعرفان في علوم الأخبار وحقائقها وأسرار الآثار ودقائقها .
ثمّ إنّ صاحب البشرى سمّى مثل ذلك الاضطرابِ تدليسا . ۳ وليس بصحيح ، فهو إمّا سهو منه ، أو اصطلاح آخَرُ غير ما عليه المحدّثون .
و«الاضطراب» في المتن قد يكون من راوٍ واحد كهذه المرفوعة المضطربة عن أبان .
وقد يكون من رواةٍ يروي كلّ واحد منهم على خلاف ما يرويه الآخر ، وذلك كثير في أضعاف الأحاديث .
المقلوب
وهو أيضا قد يكون في السند ، وذلك أن يكون حديث قد ورد بطريق فيقلب الطريق طريقا آخر غيره ، إمّا بمجموعه ، أو ببعض رجاله خاصّةً .