5
زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال

تصدير

تعتبر السنّة المطهّرة إحدى الركائز الأساسيّة المهمّة التي يعتمد عليها الفقيه في استنباط الحكم وبيان الوظيفة الشرعيّة . وقد ضمّت هذه السنّة المباركة كمّا هائلاً من الروايات والأحاديث الصادرة عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأهل بيته المعصومين عليهم السلام ووصلت إلينا عن طريق الرواة وحملة الأخبار.
ولمّا كانت هذه السنّة الشريفة ـ بما فيها من قول المعصوم أو فعله أو تقريره ـ على هذه الأهمّيّة العظيمة والخطيرة ، كان لابدّ من حصول اليقين بصدورها عنهم عليهم السلام بطريق علمي أو وجداني من خلال الاطمئنان الكامل بصحّة سند الروايات التي تكون بطبعها حاكية عنها .
وهذا ـ بالطبع ـ لايتمّ لكلّ مستنبط إلاّ إذا كانت له احاطة تامّة برجال السند ، وأنّه هل يمكن الاعتماد على نقلهم والوثوق بصحّة منقولاتهم أم لا؟ فإنّ الثابت والمعلوم قطعا بواسطة الاستقراء العلمي أنّ في طريق الأخبار الواردة في المجاميع الحديثيّة رجالاً يعتمد عليهم في مقام النقل ، وآخرين طُعن فيهم ولايعتمد على نقلهم ، وهناك مَن لم يعلم حالهم من حيث الاعتماد وعدمه ، وهم المعبّر عنهم بالمجاهيل .
ولا غرابة ولابعد في ذلك ، فقد منيت هذه الشريعة الغرّاء المقدّسة بأعداء حاقدين حاولوا تشويهها بأساليب مختلفة كالدسّ والتحريف والافتراء وغيرها .
وقد أخبر النبيّ الأكرم وأهل بيته عليهم السلام بذلك ، وأنّه أمر وقع وسيقع ، فجاء عنه صلى الله عليه و آله : «أيّها الناس ، قد كثرت عليّ الكذّابة ، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّء مقعده من النار» . ۱
وقال الإمام الصادق عليه السلام : «إنّا أهل بيت صدّيقون ، لانخلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس» . ۲ إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي تحذّر من الكذب والكذّابين ، مضافا إلى أسباب اُخرى لاتقلّ أهمّيّة عن ذلك كالتقيّة ودواعيها ، والاشتباه في الرواي ممّن يروي عنه ، واختلاف الآراء وأهدافها .
كلّ هذه الاُمور دعت إلى التثبّت والتريّث في الاعتماد على هذا الخبر دون ذاك ، أو اعتماد هذه الرواية دون غيرها ، وعليه لابدّ من البحث العلمي عن رجال السند وإعمال القواعد والضوابط العلميّة لمعرفة ما يمكن أن يعتمد عليه دون غيره .
ومن هنا جاء دور علم الرجال لكي يتكفّل وضع القواعد والاُسس العلميّة لصيانة الحديث الشريف .
وإحساسا بأهمّيّة هذا العلم نرى أنّ أعلام الطائفة وجهابذتها شمّروا عن سواعدالجدّ - قديما وحديثا - ووضعوا المصنّفات والمعاجم الرجاليّة ، وألّفوا كتبا مختلفة في أحوال الرواة ، فميّزت أشخاصهم ، وعالجت الضوابط العلميّة في هذا الفنّ .
وما الكتاب الذي بين يديك إلاّ واحد من تلك الأسفار التي ساهمت في هذا المضمار ، فقد كتبه مؤلّفه السيّد حسين بن كمال الدين أبرز الحسيني الحلّي ، واشتمل على الثقات من الإماميّة وغيرهم ، والممدوحين من الإماميّة فقط ، وذكر المشترك بالأسماء والآباء أو بالآباء ، وذكر طبقاتهم ؛ للتمييز بينهم وإزالة الشبهات عنهم ، فنعم ما صنع وأفاد رضوان اللّه تعالى عليه .
وكانت مؤسّسة دارالحديث ـ كعادتها ـ السبّاقة إلى إحياء تراثنا الأصيل وتحقيقه ونشره ، فقد تبنّت تحقيق هذا الكتاب ، حيث قام بتحقيقه الأخ الفاضل مجتبى الصحفي وساعده ووازره على ذلك الأخوين الفاضلين الشيخ عليّ الصدرائي والشيخ محمّد رضا جديدينژاد ، فللّه درّهم وعليه أجرهم ، ونسأل منه تعالى أن يوفّق جميع العاملين لما فيه خدمة لهذا الدين الحنيف ، إنّه سميع الدعاء .
قسم إحياء التراث
في مركز بحوث دارالحديث
محمّد حسين الدرايتي

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۲ ، ح ۱ .

2.رجال الكشّي : ج ۱ ، ص ۳۲۴ ، ح ۱۷۴ .


زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
  • نام منبع :
    زبدة الأقوال في خلاصةِ الرّجال
    المساعدون :
    الصحفي، السيد مجتبي؛ الصدرايي الخويي، علي؛ جديدي نجاد، محمد رضا
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 78217
الصفحه من 544
طباعه  ارسل الي