105
مكاتيب الأئمّة ج7

إبراهيم النوبختيّ 1 وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنهعلى ظهر كتابٍ فيه جوابات ومسائل أُنفذت من قمّ يُسأل عنها ، هل هي جوابات الفقيه عليه السلام ، أو جوابات محمّد بن عليّ الشلمغانيّ ؟ لأنّه حكي عنه أنّه قال : هذه المسائل أنا أجبت عنها . فكتب إليهم على ظهر كتابهم :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم
قَدَ وَقفَنَا عَلَى هَذِهِ الرُّقعَةِ وَمَا تَضَمَّنَتهُ ، فَجَمِيعُهُ جَوَابُنَا عَنِ المَسَائِلِ ، وَلَا مَدخَلَ لِلمَخذُولِ الضَّالِّ المُضِلِّ المَعرُوفِ بِالعَزَاقِرِيِّ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ فِي حَرفٍ مِنهُ ، وَقَد كَانت أَشيَاءٌ خَرَجَت إِلَيكُم عَلَى يَدَي أَحمَدَ بنَ بِلاَل وَغَيرِهِ مِن نُظرَائِهِ ، وَكَانَ مِن ارتِدَادِهِم عَنِ الإِسلَامِ مِثلُ مَا كَانَ مِن هَذَا ، عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَغَضَبِهِ .
فاستثبتّ قديماً في ذلك ، فخرج الجواب :
أَلَا مَنِ استَثبَتَ فَإِنَّهُ لَا ضَرَرَ فِي خُرُوجِ مَا خَرَجَ عَلَى أَيدِيهِم ، وَأَنَّ ذَلِكَ صَحِيحٌ .
وروي قديماً عن بعض العلماء عليهم السلام والصلاة والرحمة أنّه سُئل عن مثل هذا بعينه في بعض من غضب اللّه عليه ، وقال عليه السلام :
العِلمُ عِلمُنَا ، وَلَا شَيءَ عَلَيكُم مِن كُفرِ منَ كَفَرَ ، فَمَا صَحَّ لَكُم مِمَّا خَرَجَ عَلَى يَدِهِ بِرِوَايَةِ غَيرِهِ لَهُ مِنَ الثِّقَاتِ رَحِمَهُمُ اللّهُ ، فَاحمَدُوا اللّهَ وَاقبَلُوهُ ، وَمَا شَكَكتُم فِيهِ أَو لَم يَخرُجِ إِليكُم فِي ذَلِكَ إِلَا عَلَى يَدِهِ ، فَرُدُّوهُ إِلَينَا لِنُصَحِّحَهُ أَو نُبطِلَهُ ، وَاللّهُ تَقَدَّسَت أَسمَاؤُهُ وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ وَلِيُّ تَوفِيقِكُم وَحسبِنَا فِي أُمورِنَا كُلِّها وَنِعمَ الوَكِيلُ .

1.الرجل مجهول ، لم نجد له ترجمة لا في الرجال ولا في التراجم .


مكاتيب الأئمّة ج7
104

الجواب : فِي ذَلِكَ يُستَحَبُّ لَهُ أَن يُطِيعَ اللّهَ تَعَالَى بِالمُتعَةِ لِيَزُولَ عَنهُ الحَلفُ عَلَى المَعرِفَةِ وَلَو مَرَّةً وَاحِدَةً .
فإن رأيت ـ أدام اللّه عزّك ـ أن تسأل لي عن ذلك وتشرحه لي ، وتجيب في كلّ مسألة بما العمل به ، وتقلّدني المنّة في ذلك ، جعلك اللّه السبب في كلّ خير وأجراه على يدك ، فعلت مثابا إن شاء اللّه .
أطال اللّه بقاءك وأدام عزّك وتأييدك وسعادتك وسلامتك وكرامتك ، وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك ، وجعلني من السوء فداك ، وقدّمني عنك وقبلك ، الحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد النبيّ وآله وسلّم كثيراً .
قال ابن نوح : نسخت هذه النسخة من المدرجين القديمين اللذين فيهما الخطّ والتوقيعات .
وكان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق ويستعمل التقيّة . ۱

71

كتابه عليه السلام إلى القمّيّين

0.عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داوود القمّيّ 2 ، قال : وجدت بخطّ أحمد بن

1.الغيبة للطوسي : ص ۳۷۸ ح ۳۴۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۶۸ ح ۳۵۵ ، وليس فيه : «فإن رأيت أدام اللّه عزّك . . .» ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۵۴ ح ۲ .

2.قال النجاشي في ترجمته : « شيخ هذه الطائفة وعالمها ، وشيخ القمّيين في وقته وفقيههم ، حكى أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه أنّه لم يرَ أحدا أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث ، وأُمّه أُخت سلامة بن محمّد الأرزني ، ورد بغداد فأقام بها وحدّث ، وصنّف كتبا ( رجال النجاشي : ص ۳۸۴ الرقم ۱۰۴۵ ) . عدّه الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عنهم عليهم السلام . قال السيّد الخوئي بعد نقل كلام النجاشي : « إنّ محمّد بن أحمد بن داوود وإن لم يصرّح بتوثيقه ، إلّا أنّ ما ذكره النجاشي لا يقصر عن التوثيق ، فلا ينبغي الشكّ في الاعتماد على روايته » ( معجم رجال الحديث : ج ۱۵ ص۳۴۶ الرقم ۱۰۱۲۱ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 55192
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي