41
مكاتيب الأئمّة ج7

17

كتابه عليه السلام إلى الحسن بن الفضل بن زيد اليمانيّ

0.الحسن بن الفضل بن زيد اليماني 1 ، قال : كتب أبي بخطّه كتاباً فورد جوابه ، ثمّ كتبت بخطّي فورد جوابه ، ثمّ كتب بخطّه رجلٌ من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه ، فنظرنا فكانت العلّة أنّ الرجل تحوّل قرمطيّاً 2 .
قال الحسن بن الفضل : فزرت العراق ووردت طوس ، وعزمت ألّا أخرج إلّا عن بيّنة من أمري ونجاح من حوائجي ولو احتجت أن أقيم بها حتّى أتصدّق ، قال في خلال ذلك : يضيق صدري بالمقام وأخاف أن يفوتني الحجّ ، قال : فجئت يوماً إلى محمّد بن أحمد أتقاضاه ، فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا ، وأنّه يلقاك رجل . قال : فصرت إليه ، فدخل عليَّ رجل ، فلمّا نظر إليَّ ضحك وقال : لا تغتمّ ، فإنّك ستحجّ في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالماً . قال : فاطمأننت وسكن

1.الحسن بن الفضل بن زيد اليمانيّ : في الإرشاد وكشف الغمّة : « الحسين بن الفضل الهمانيّ » ، والصواب في اسمه الحسن بن الفضل بن زيد اليمانيّ ، كما ورد في الكافي وغيره ، وفي الغيبة ( ص ۱۷۱ ) « الحسن بن المفضل بن يزيد اليمانيّ » . وفي إعلام الورى وشرح الكافي عن الكليني « الحسن بن الفضل بن يزيد اليمانيّ » ، وفي كمال الدين « الحسن بن الفضل اليمانيّ » ، وهو ممّن رأى القائم وروى توقيعات ( راجع : كمال الدين : ج۲ ص۴۹۰ ح ۱۳ وص ۴۴۴ ح۱۶ ) . قال السيّد الخوئيّ بعد نقل الخبر في ترجمته : « هذه الروايات لا يمكن الاستدلال بما على وثاقة الرجل ولا على حسنة ، و . . . بعضها ضعيفة سندا ودلالةً ، وبعضها ناقلها نفسه و . . . » ( معجم رجال الحديث : ج ۶ ص۸۸ ح۳۰۶۳ ) .

2.القرامطة : طائفة يقولون بإمامة محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ظاهرا ، وبالإلحاد وإبطال الشريعة باطنا ؛ لأنّهم يحلّلون أكثر المحرّمات ، ويعدّون الصلاة عبارة عن طاعة الإمام ، والزكاة عبارة عن أداء الخمس إلى الإمام ، والصوم عبارة عن إخفاء الأسرار ، والزنا عبارة عن إفشائها ، وسبب تسميتهم بهذا الاسم أنّه كتب في بداية الحال واحد من رؤسائهم بخطٍّ مقرمط ، فنسبوه إلى القرمطي ، والقرامطة جمعه ( شرح الكافي : ج۷ ص۳۴۷ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
40

الخروج . وأوصى إلى أحمد بن يعلى بن حمّاد وأوصى للناحية بمالٍ ، وأمره ألّا يخرج شيئاً إلّا من يده إلى يده بعد ظهور .
قال : فقال الحسن : لمّا وافيت بغداد اكتريت داراً فنزلتها ، فجاءني بعض الوكلاء بثيابٍ ودنانير وخلّفها عندي ، فقلت له ما هذا ؟ قال : هو ما ترى 1 ، ثمّ جاءني آخر بمثلها وآخر حتّى كبسوا الدار 2 ، ثمّ جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه ، فتعجّبت وبقيت متفكّراً ، فوردت عليَّ رقعة الرجل عليه السلام :إِذَا مَضَى مِنَ النَّهَارِ كَذَا وَكَذَا فَاحمِل مَا مَعَكَ .
فرحلت وحملت ما معي ، وفي الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستّين رجلاً ، فاجتزت عليه وسلّمني اللّه منه ، فوافيت العسكر ، ونزلت ، فوردت عليَّ رقعة :
أَن أحمِل مَا مَعَكَ .
فعبّيته في صِنان الحمّالين ، فلمّا بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم ، فقال : أنت الحسن بن النضر ؟ قلت : نعم ، قال : ادخل . فدخلت الدار ودخلت بيتاً وفرغت صنان الحمّالين ، وإذا في زاوية البيت خبز كثير ، فأعطى كلّ واحد من الحمّالين رغيفين وأخرجوا ، وإذا بيت عليه ستر ، فنوديت منه :
يَا حَسَنَ بنَ النَّضرِ ، اَحمِدِ اللّهَ عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيكَ ، وَلَا تَشُكَّنَّ ، فَوَدَّ الشَّيطَانُ أَنَّكَ شَكَكتَ .
وأخرج إليَّ ثوبين وقيل : خذها فستحتاج إليهما . فأخذتهما وخرجت .
قال سعد : فانصرف الحسن بن النضر ، ومات في شهر رمضان ، وكفّن في الثوبين . 3

1.هو ماترى : أي تنظر فيه وتحفظه ، أو هو ماترى من مال الناحية ( شرح أُصول الكافي : ج ۷ ص ۳۴۱ ) .

2.أي ملؤوها ، أو هجموا عليها وأحاطوا بها ( شرح الكافي : ج ۷ ص ۳۴۱ ) .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۱۷ ح ۴ ، بحار الأنوار : ج۵۱ ص ۳۰۸ ح ۲۵ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    المساعدون :
    فرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 54860
الصفحه من 238
طباعه  ارسل الي