507
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

إنّ عمّارا وما تحمّله من مشاقّ وجهود في سبيل الدين وإرساء دعائم المجتمع الإسلامي الفتيّ صفحة مشرقة تتألّق في التأريخ الإسلامي ؛ فكان ذا بصيرة ثاقبة ، ورؤية نافذة ، وخطوات وطيدة ، فقد كان يرى الشرك على حقيقته من بين ركام المكر والخديعة والظواهر المموّهة بالإسلام والتوحيد . وكان يقف وقفة مهيبة أمام راية أهل الشام ويقول :
وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَقَد قاتَلتُ بِهذِهِ الرّايَةِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وهذِهِ الرّابِعَةُ . وَالّذي نَفسي بِيَدِهِ لَو ضَرَبونا حَتّى يَبلُغوا بِنا شَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنَّ مُصلِحينا عَلَى الحَقِّ ، وأنَّهُم عَلَى الضَّلالَةِ . ۱
وهكذا كان وجود عمّار في صفّين باعثا على زهو البعض ، ومولّدا الذعر في نفوس البعض الآخر ، ومثيرا للتأمّل عند آخرين .
ولمّا علم الزبير بحضوره في معركة الجمل ، طفق يتضعضع ۲ . وأرابَ وجودُه في صفّين كثيرا من أصحاب معاوية ، وذلك أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان قد قال له : «تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ» ۳ ، وقال : «يَلتَقي أهلُ الشّامِ وأهلُ العِراقِ ، وعَمّارٌ في أهلِ الحَقِّ تَقتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ» ۴ ، وقال : «لَيسَ يَنبَغي لِعَمّارٍ أن يُفارِقَ الحَقَّ ، ولَن تَأكُلَ النّارُ مِنهُ شَيئا» ۵ ، وقال : «إذَا اختَلَفَ النّاسُ كانَ ابنُ سُمَيَّةَ مَعَ الحَقِّ . . .» . ۶
وحاول الكثيرون أن يروا عمّارا ، ويسمعوا كلامه ؛ كي يستزيدوا من التعرّف

1.مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۸۰ ح۱۸۹۰۶ .

2.الأخبار الطوال : ص۱۴۷ .

3.نقل سبعة وعشرون صحابيّا هذا الحديث بألفاظ مختلفة ، راجع : صحيح البخاري : ج۱ ص۱۷۲ ح۴۳۶ وج۳ ص۱۰۳۵ ح۲۶۵۷ ، صحيح مسلم : ج۴ ص۲۲۳۵ ح۷۰ و ص۲۲۳۶ ح۷۲ .

4.وقعة صفّين : ص۳۳۵ .

5.المعجم الكبير : ج۱۰ ص۹۶ ح۱۰۰۷۱ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
506

ألا إنَّكُم لاقُو القَومِ غَدا ، فَأَطيلُوا اللَّيلَةَ القِيامَ ، وأكثِروا تِلاوَةَ القُرآنِ ، وسَلُوا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ النَّصرَ وَالصَّبرَ ، وَالقَوهُم بِالجِدِّ وَالحَزمِ ، وكونوا صادِقينَ .
ثُمَّ انصَرَفَ ، ووَثَبَ النّاسُ إلى سُيوفِهِم ورِماحِهِم ونِبالِهِم يُصلِحونَها ، ومَرَّ بِهِم كَعبُ بنُ جُعَيلٍ التَّغلِبِيُّ وهُوَ يَقولُ :

أصبَحَتِ الاُمَّةُ في أمرٍ عَجَبْوَالمُلكُ مَجموعٌ غَدا لِمَن غَلَبْ
فَقُلتُ قَولاً صادِقا غَيرَ كَذبْإنَّ غَدا تَهلِكُ أعلامُ العَرَبْ۱

ب ـ اِستِشهادُ اُوَيسِ بنِ عامِرٍ القَرَنِيِّ

۴۱۷.تاريخ دمشق عن سعيد بن المسيبـ في ذِكرِ اُوَيسٍ القَرَنِيِّ ـ: عادَ في أيّامِ عَلِيٍّ فَقاتَلَ بَينَ يَدَيِه ، فَاستُشهِدَ في صِفّينَ أمامَهُ ، فَنَظَروا فَإِذا عَلَيهِ نِيِّفٌ وأربَعونَ جِراحَةً ، مِن طَعنَةٍ ، وضَربَةٍ ، ورَميَةٍ . ۲

ج ـ اِستِشهادُ هاشِمِ بنِ عُتبَةَ

۴۱۸.مروج الذهب :إنَّ هاشِما المِرقالَ لَمّا وَقَعَ إلَى الأَرضِ وهُوَ يَجودُ بِنَفسِهِ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَإِذا عُبيدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ مَطروحا إلى قُربِهِ جَريحا ، فَحَبا حَتّى دَنا مِنهُ ، فَلَم يَزَل يَعَضُّ عَلى ثَديَيهِ حَتّى ثَبَتَت فيهِ أسنانُهُ لِعَدمِ السِّلاحِ وَالقُوَّةِ . ۳

د ـ اِستِشهادُ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ

كان عمّار بن ياسر صحابيّا ، حليف الحقّ ، مؤازرا لرسول اللّه صلى الله عليه و آله . وكان مهذّب النفس ، طاهر النقيبة ، محمود السريرة ، سليم القلب ، مفعما بحبّ اللّه تعالى .

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳ .

2.تاريخ دمشق : ج۹ ص۴۳۴ .

3.مروج الذهب : ج۲ ص۳۹۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 278220
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي