601
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

الفصل الثاني: تحذير الإمام عليه السلام أصحابه من عاقبة العصيان

أ ـ التَّحذيرُ مِن غَلَبَةِ أهلِ الشّامِ

۴۸۹.الإرشادـ مِن كَلامِهِ عليه السلام فِي استِبطاءِ مَن قَعَدَ عَن نُصرَتِهِ ـ: ما أظُنُّ هؤُلاءِ القَومَ ـ يَعني أهلَ الشّامِ ـ إلّا ظاهِرينَ عَلَيكُم ، فَقالوا لَهُ : بِماذا يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ : أرى اُمورَهُم قَد عَلَت ونيرانَكمُ قَد خَبَت ، وأراهُم جادّينَ وأراكُم وانينَ ، وأراهُم مُجتَمِعينَ وأراكُم مُتَفَرِّقينَ ، وأراهُم لِصاحبِهِم مُطيعينَ وأراكُم لي عاصينَ .
أمَ وَاللّهِ لَئِن ظَهَروا عَلَيكُم لَتَجِدَنَّهُم أربابَ سوءٍ مِن بَعدي لَكُم ، لَكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِم وقَد شارَكوكُم في بِلادكِمُ ، وحَمَلوا إلى بِلادِهِم فَيئَكُم ، وكَأَنّي أنظُرُ إلَيكُم تَكِشّونَ ۱ كَشيشَ الضِّبابِ ؛ لا تَأخذُونَ حَقّا ولا تَمنَعونَ للّهِِ حُرمَةً ، وكَأَنّي أنظُرُ إلَيهِم يقَتُلونَ صالِحيكُم ، ويُخيفونَ قُرّاءَكُم ، ويَحرِمونَكُم ويَحجُبونَكُم ، ويُدنونَ النّاسَ دونَكُم ، فَلَو قَد رَأيتُمُ الحِرمانَ وَالأَثَرَةَ ، ووَقعَ السَّيفِ ، ونُزولَ الخَوفِ ، لَقَد نَدِمتُم وخَسِرتُم عَلى تَفريطِكُم في جِهادِهِم ، وتَذاكَرتُم ما أنتُم فيهِ اليَومَ مِنَ الخَفضِ ۲ والعافِيَةِ حينَ لا

1.الكَشيش : الصوت يشوبه خَوَر مثل الخشخشة وكشيش الأفعى : صوتها من جلدها لا من فمها . يقرّع عليه السلام أصحابه بالجبن والفشل ويقول لهم لكأنّي أنظر إليكم وأصواتكم غمغمة بينكم من الهلع الذي قد اعتراكم فهي أشبه شيء بأصوات الضباب المجتمعة (شرح نهج البلاغة : ج۷ ص۳۰۴) .

2.الخَفْض : الدَّعة والسكون (النهاية : ج۲ ص۵۴) .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
600

ب ـ ذَمُّ الإِمامِ عليه السلام أصحابَهُ لَمّا كَرِهُوا المَسيرَ إلَى الشّامِ

۴۸۸.الغارات عن قيس بن السكن :سَمِعتُ عَلِيّا عليه السلام يَقولُ ونَحنُ بِمَسكِنٍ ۱ :
يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ ! «ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَـسِرِينَ»۲ . فَتَلَكَّؤوا ، وقالوا : البَردُ شَديدٌ ، وكانَ غَزاتُهُم فِي البرَدِ .
فَقالَ عليه السلام : إنَّ القَومَ يَجِدونَ البَردَ كَما تَجِدونَ . قالَ : فَلَم يَفعَلوا وأبَوا ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ مِنهُم قالَ : اُفٍّ لَكُم ! إنَّها سُنَّةٌ جَرَت عَلَيكُم . ۳

1.مَسْكِن : موضع بالكوفة قريب من أوانا على نهر دُجيل عند دير الجاثليق ، به كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير ، فقُتل مصعب ، وقبره هناك معروف (معجم البلدان : ج۵ ص۱۲۷) .

2.المائدة : ۲۱ .

3.الغارات : ج۱ ص۲۶ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 273598
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي