حصل عند هدنته ، وكان عليه السلام أعلم بما صنع لما ذكرناه وبيّنا الوجوه فيه . انتهى كلامه .
أقول : وسأل السيّد مهنّا بن سنان العلّامة الحلّي عن مثل ذلك في أمير المؤمنين عليه السلام فأجاب بأنّه يحتمل أن يكون عليه السلام اُخبر بوقوع القتل في تلك الليلة ، ولم يعلم في أي وقت من تلك الليلة أو أي مكان يقتل ، وأنّ تكليفه عليه السلام مغاير لتكليفنا ، فجاز أن يكون بذل مهجته الشريفة في ذات اللّه تعالى ، كما يجب على المجاهد الثبات ، وإن كان ثباته يفضي إلى القتل . ۱
جواب العلّامة الطباطبائي
قال العلّامة الطباطبائي في هذا المجال :
الإمام عليه السلام واقف بإذن اللّه على حقائق عالم الوجود كيفما كانت ؛ سواء كانت محسوسة أم خارج دائرة الحسّ كالموجودات السماويّة والحوادث الماضية ووقائع المستقبل . والدليل على هذا القول هو :
جاء في الروايات المتواترة المنقولة في الجوامع الحديثيّة الشيعيّة ككتاب الكافي ، والبصائر ، وكتب الصدوق ، وكتاب بحار الأنوار وغيرها مما لايحصى ولا يُعدّ من الروايات بأنَّ الإمام عليه السلام واقف بكلّ شيء لا عن طريق العلم الاكتسابي وإنّما بطريق الموهبة الإلهيّة ، وبإمكانه أن يعلم كلّ شيء بإذن اللّه من خلال أدنى توجّه .
النكتة التي ينبغي الالتفات إليها في هذا المجال هي أنّ هذا العلم اللدني الذي تثبته الأدلة العقليّة والنقليّة ، لا تخلّف فيه ولا تغيير ، ولا خطأ ، ويُسمّى بعلم ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ ، والعلم بما له صلة بالقضايا الإلهيّة الحتميّة .
وهذا المطلب يستلزم عدم وجود أيّ تكليف بمتعلّق هذا العلم من حيث كونه حتمي الوقوع ولا يرتبط به قصد وطلب من الإنسان ؛ وذلك أنّ التكليف يأتي عادةً