923
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

« مَن أرادَ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ نُوِّرَ قَلبُهُ فَليَنظُر إلى سَلمانَ » . ۱
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول عن سعة علمه واطّلاعه :
«عَلِمَ العِلمَ الأَوَّلَ وَالعِلمَ الآخِرَ ، وقَرَأَ الكِتابَ الأَوَّلَ وقَرَأَ الكِتابَ الآخِرَ ، وكانَ بَحرا لا يَنزِفُ » . ۲
وقد رعى سلمان حرمة الحقّ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولم يحد عن مسير الحقّ ۳ ، وكان أحد القلائل الذين قاموا في المسجد النّبويّ ودافعوا عن «خلافة الحقّ» و « حقّ الخلافة » ۴ . وكان من عشّاق عليّ وآل البيت عليهم السلام ، ومن الأقلّين الذين شهدوا الصلاة على السيّدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام وحضروا دفنها في جوف الليل الحزين . ۵
ولّاه عمر على المدائن ۶ ، فكانت حكومته فيها من المظاهر المشرّفة الباعثة على الفخر والاعتزاز ، فهي حكومة تعلوها الرؤية الإلهيّة ، ويحيطها الزهد والورع ، وهدفها الحقّ والعدل .
كان سلمان من المعمّرين ، عاش قرابة مئتين وخمسين سنة ۷ ، وتوفّي بالمدائن ۸ أيّام حكومة عمر ۹ أو عثمان . ۱۰

1.تاريخ دمشق : ج۲۱ ص۴۰۸ .

2.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۸۶ .

3.الخصال : ص۶۰۷ ح۹ .

4.الخصال : ص۴۶۳ ح۴ .

5.الخصال : ص۳۶۱ ح۵۰ .

6.مروج الذهب : ج۲ ص۳۱۴ .

7.سير أعلام النّبلاء : ج۱ ص۵۵۵ الرقم ۹۱ .

8.الطبقات لخليفة بن خيّاط : ص۳۳ الرقم۲۲ .

9.المعارف لابن قتيبة : ص۲۷۱ .

10.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۹۳ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
922

كان زياد عظيما عند طلّاب الدنيا الذين يَعظُم في عيونهم زبرجها وبهرجها ؛ ولذا مدحوه بالذكاء الحادّ والمكانة السامية ۱ . بَيد أنّ نظرة إلى ما وراء ذلك تدلّنا على أ نّه لم يَرْعَوِ من كلّ رجسٍ ودنسٍ وقبحٍ وخبث ، حتى من تغيير نسبه أيضا .

15

سَلمانُ الفارِسِيُّ

سلمان الفارسي ، أبو عبد اللّه ، وهو سلمان المحمّدي ، زاهد ثاقب البصيرة ، نقيّ الفطرة ، من سلالة فارسيّة ۲ ، مولده رامهرمز ۳ وأصله من أصبهان ۴ ، صحابيّ ۵ جليل من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله . كان يحظى بمكانة عظيمة لا تستوعبها هذه الصفحات القليلة . كان يطوي الفيافي والقفار بحثا عن الحقّ . وعندما دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله المدينة حضر عنده وأسلم ۶ . وآثر خدمة ذلكم السفير الإلهيّ العظيم بكلّ طواعية ، ولم يألُ جهدا في ذلك ، وشهد الخندق وأعان المؤمنين بذكائه وخبرته بفنون القتال ، واقترح حفر الخندق ، فلقي اقتراحه ترحيبا .
كان يعيش في غاية الزهد ، ولمّا كان قد قطع جميع الوشائج ، وأعرض عن جميع زخارف الحياة ، والتحق بالحقّ ، شرّفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقوله : « سَلمانُ مِنّا أهلَ البَيتِ » ۷ . وكان قلبه الطاهر مَظهرا للأنوار الإلهيّة ، فقال فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

1.الاستيعاب : ج۲ ص۱۰۰ الرقم ۸۲۹ .

2.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۷۵ .

3.رامهُرمُز : مدينة مشهورة بنواحي خوزستان (معجم البلدان : ج۳ ص۱۷) .

4.تاريخ دمشق : ج۲۱ ص۳۸۳ .

5.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۸۰ و ص۸۸ .

6.المعجم الكبير : ج۶ ص۲۱۲ ح۵۹۸ .

7.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۹۱ ح۶۵۳۹ و ح ۶۵۴۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 273746
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي