المُؤمنُ أكرَمُ علَى اللّهِ تَعالى مِن أن يَجعَلَ رُوحَه في حَوصَلةِ طَيرٍ أخضَرَ، يا يونُسُ، إذا قَبَضَه صَيَّرَ تلكَ الرُّوحَ في قالَبٍ كقالَبِهِ في الدُّنيا، فيَأكُلُونَ ويَشربونَ، فإذا قَدِمَ عليهم القادِمُ، عَرَفوه بتِلك الصورةِ التي كانَت في الدنيا ، فيَهنونه ۱ ». ۲
17 ـ بابُ الحَشرِ والحسابِ والوقوفِ بينَ يدَي اللّهِ تعالى والصراطِ
۱.حدّثنا الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عُمير، عن زيد النَرسي ۳ ، عن عُبيد بن زرارة، قال: سَمِعتُ أبا عبد اللّه عليه السلام يقولُ: «إذا أماتَ اللّهُ تعالى أهلَ الأرضِ أماتَ أهلَ السماءِ الدُّنيا، ثمّ أماتَ أهلَ السماءِ الثانيةِ، ثمّ أماتَ أهل السماءِ الثالثةِ، ثمّ أماتَ أهلَ السماءِ الرابعةِ، ثمّ أماتَ أهلَ السماءِ الخامسةِ، ثمّ أماتَ أهلَ السماءِ السادسةِ، ثمّ أماتَ أهلَ السماءِ السابعةِ، ثمّ أماتَ مِيكائيلَ ـ قال: أو جَبرائيلَ ـ ثمّ أماتَ جَبرائيلَ، ثمّ أماتَ إسرافيلَ، ثمّ أماتَ مَلَكَ المَوتِ، ثمّ ينفخُ في الصور ويبعث».
قال: «ثمّ يقولُ اللّهُ تباركَ وتعالى: «لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ» ؟ فَيرُدُّ على نَفسِه، فيَقولُ: «لِلَّهِ الْوَ حِدِ الْقَهَّارِ»۴ الخالقِ البارئ المُصوِّرِ القائمِ الدائمِ. ثمّ يقولُ: أينَ الجَبّارونَ؟! أينَ الذينَ كانوا يَدعونَ مَعي إلها آخَرَ؟! أينَ المُتكبِّرونَ؟! ونحوَ هذا، ثمّ يَبعثُ الخَلقَ». ۵
۲.الحسنُ بن محبوب، عن عليّ بن رِئاب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:«إنّ اللّهَ لَيَمُنُّ على عبدِه المؤمنِ يومَ القيامةِ ويُدنيهِ مِن كَرامَتِه، ثمّ يُعرِّفُه ما أنعمَ به علَيه، يقولُ اللّهُ
1.ب، ج، د : ـ «في الدنيا». الف، ب، ج : «فيهونه».
2.الأمالى للطوسي، ص ۴۱۸، المجلس ۱۴، ح ۹۴۲ بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان ... ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفي الكافي، ج ۳، ص ۲۴۵، باب آخر في أرواح المؤمنين، ح ۶، مع زيادة ؛ وتهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۴۶۶، باب تلقين المحتضرين، ح ۱۵۲۶ ، كلاهما بسند آخر عن القاسم بن محمّد ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان . بحارالأنوار، ص ۲۶۹، باب أحوال القبر و...، ح ۱۲۴.
3.الف، ب، ج : «القرشي».
4.غافر (۴۰): ۱۶.
5.تفسير القمّي، ج ۲، ص ۲۵۶ عن ابن أبي عمير؛ الاُصول الستّة عشر، ص۱۹۳، كتاب زيد النَرسي، ح ۱۶۲ عن زيد النرسي ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة . بحارالأنوار، ج ۶، ص۳۲۶، باب نفخ الصور و...، ذيل ح ۳.