21
الزّهد

القرن الثالث. نذكر على سبيل المثال الطبقة التي سبقت طبقته، حيث توفّي منها كلٌّ من: صفوان بن يحيى في عام 210 ه ، ويونس بن عبد الرحمن في عام 208 ه ، ومحمّد بن أبي عمير في عام 217 ه ، وأحمد بن أبي نصر في عام 221 ه .
3 . كان هناك كُتّاب في عصر الغيبة الصغرى كالكليني مثلاً، وقد نقل الكليني أحاديث عن الحسين بن سعيد بواسطتين أو أكثر.
وعلى فرض أنّ الحسين قد أدرك عصر الإمام العسكري، فلابدّ أنّه قد عاش حتّى عام 250 ه . كأقصى ما يمكن. وعلى هذا الأساس نستنتج حتميّة خطأ القول بوفاته في عام 300ه ، ولكن يصحّ أن تكون وفاته في عام 275 ه فيما لو اعتبرناه من المعمّرين.
ومن المسلّم به أنّه توفّي في القرن الثالث الهجري في مدينة قمَّ، ودُفن فيها.

1 / 8 . كلمات العلماء في حقّه، ومكانته العلميّة

ابن الوليد (برواية النجاشي) أو محمّد بن عليّ بن بابويه (برواية الطوسي): «كلّ ما كان في كتب محمّد بن أُورمة ممّا يوجد في كتب الحسين بن سعيد و غيره فإنّه يعتمد عليه ويفتى به، وكلّ ما تفرّد لم يجز العمل به ولا يعتمد عليه ».
الكشّي في رجاله: «الحسن والحسين ابنا سعيد بن حمّاد، مولى عليّ بن الحسين عليه السلام . . . وصنّفا الكتب الكثيرة ». ۱
وقال الكشّي في ذيل ترجمة عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري: «قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل، وأبوه ، ويونس ، ومحمّد بن عيسى العبيدي، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ، وابنا دندان ، وأيّوب بن نوح وغيرهم ، من العدول والثقات من أهل العلم». ۲

1.رجال الكشّي، ج ۲، ص ۸۲۷، الرقم ۱۰۴۱.

2.رجال الكشّي، ج ۲ ، ص ۷۹۶، الرقم ۹۷۹.


الزّهد
20

اللتين ذكرهما له علماء الرجال. ومن المؤكّد أنّه قد سافر إلى بغداد وغيرها من الحواضر التي كان يقطنها شيوخه.
وهناك احتمال قويّ بأنّه أكثر ما انهمك في قمَّ والأهواز بالتدريس ونقل تراث الكوفة إلى قمَّ والأهواز فضلاً عن إعداد وتربية التلاميذ. بينما كان قد انكبَّ في الكوفة وبغداد على الدرس وكسب المعارف وسماع الحديث.

1 / 7 . وفاته و مدفنه

الشخصيّة العلميّة للحسين بن سعيد وخدماته ومكانته العلميّة السامقة غير خافية على أحد، ولكن من المؤسف أنّ تاريخ وفاته لم يُذكر في أيٍّ من كتب الرجال المعتبرة عند الشيعة.
وقد ذكرت بعض كتابات المتأخّرين تواريخ معيّنة لوفاته، ولكنّها لا تنسجم مع ما لدينا من قرائن أُخرى عن حياته. نذكر على سبيل المثال أنّ عمر رضا كحّالة كتب في معجم المؤلّفين ما يلي: الحسين الأهوازي (كان حيّاً 300هـ ـ 913م) ۱ . وهذا التاريخ بعيد عن الصواب ومن المؤكّد أنّه خطأ. بيد أنّ مؤلّف كتاب هديّة العارفين كتب ـ بعد التعريف بالحسين بن سعيد ـ ما يلي: «توفّي في حدود سنة خمس وسبعين و مائتين 275». ۲
ولا يمكن أن يكون هذان التاريخان صحيحين طبعاً، وذلك للأسباب التالية:
1 . بما أنّ الحسين بن سعيد أدرك الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي فقط، ولم يذكر أحدٌ بأنَّه كان من أصحاب الإمام العسكري أو الإمام المهديّ، فمن المستبعد أن يكون قد عاش حتّى عام 275 ه ، فما بالك بأن يبقى حتّى عام 300 ه .
2 . إنّ أكثر معاصري الحسين لم يبق أحد منهم على قيد الحياة بعد العقد الثاني من

1.معجم المؤلّفين، ج ۴، ص ۱۰.

2.هديّة العارفين، ج ۱، ص ۳۳۱.

  • نام منبع :
    الزّهد
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 39358
الصفحه من 236
طباعه  ارسل الي