برّ الإخوان - الصفحه 19

الحمد لربّ الأرباب ، مالك الرقاب ، مذلّل الصعاب ، والصلاة والسلام على من أنزل عليه الكتاب ، تبصرة وذكرى لأولي الألباب ، وعلى آله الأطهرين الأطياب ، ما صرخت حمامة وصاح غراب.
وبعد ، فقد كان من فضل اللّه أن أبرزَ العالم من العدم إلى الوجود ، لا لحاجة له إليه ، ولكن تفضّلاً منه إليه ، ثمّ اقتضت حكمة المعبود تكليف العقلاء بما نفْعُه إليهم يعود ، فكان من أعظم ما كلّفهم به الإيمان الذي هو من العمل بمنزلة الأساس من البنيان، وجعل من كماله برّ الإخوان والمساعدة لهم على نوائب الحدثان.
فقد روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «مَن أكرمَ فقيرا مسلما مؤمنا لِقي اللّهَ عزّ وجلّ وهو عنه راضٍ» ۱ .
وقال الصادق عليه السلام : «قضاءُ حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّةٍ متقبّلةٍ بمناسكها،

1.أمالي الصدوق ، ص ۲۵۷ ؛ الفقيه ، ج ۴، ص ۱۳ في ذيل حديث طويل ؛ مكارم الأخلاق ، ج ۲ ، ص ۳۱۴ ، ونقله المجلسي في البحار عن الصدوق ، وليس في جميع المصادر لفظ «مؤمنا» ، ويزيد في لفظ الكل «يوم القيامة» ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۳۸ ، ح ۳۰ .

الصفحه من 31